اللهم اكفنا شر الفتن ماظهر منها ومابطن

اللهم اكفنا شر الفتن ماظهر منها ومابطن

مقدمة:

الفتن شر عظيم، وهي من الأمور التي ابتلي بها الناس في كل زمان ومكان، وقد حذرنا الله تعالى منها في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ففي سورة البقرة يقول تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تَفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}، وفي سورة آل عمران يقول تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَقَلْبُهُمْ هَوَاءٌ}، وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من خرج على أميره فقاتله فقتل فهو في النار، ومن مات مات ميتة جاهلية”.

أسباب الفتن:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الفتن، ومن أهمها:

الجهل: الجهل بالدين الإسلامي وأحكامه من أهم أسباب الفتن، لأن الجاهل لا يعرف الحق من الباطل، ولا يعرف حدود الله تعالى، فيقع بسهولة في الفتن والضلالات.

الهوى: اتباع الهوى والشهوات من الأسباب الرئيسية للفتن، لأن الإنسان عندما يتبع هواه وشهواته يبتعد عن الحق والصواب، ويقع في المعاصي والذنوب، وهذا يؤدي إلى الفتن والفرقة.

الحسد: الحسد من الأمراض القاتلة التي تدمر المجتمعات، وهو من الأسباب الرئيسية للفتن، لأن الحاسد لا يتمنى الخير لأخيه المسلم، ويسعى دائمًا إلى إيذائه وإلحاق الضرر به.

الظلم: الظلم من أسباب الفتن والفساد في الأرض، لأن الظلم يدفع المظلومين إلى الثورة والانتقام، وهذا يؤدي إلى الفتن والاضطرابات.

الكذب والشائعات: الكذب والشائعات من الأمور الخطيرة التي تؤدي إلى الفتن والفرقة، لأن الكذب والشائعات تنشر الفتنة بين الناس، وتؤدي إلى سوء الظن والعداوة والبغضاء.

التفرقة بين المسلمين: التفرقة بين المسلمين من أسباب الفتن الكبرى، لأن التفرقة تضعف المسلمين وتجعلهم فريسة سهلة لأعدائهم، وهذا يؤدي إلى الفتن والاضطرابات.

أنواع الفتن:

تتنوع الفتن وتختلف بحسب أسبابها ونتائجها، ومن أهم أنواع الفتن:

الفتنة الدينية: وهي الفتنة التي تحدث بسبب الاختلافات العقائدية والفقهية بين المسلمين، وهذه الفتنة من أخطر أنواع الفتن لأنها تؤدي إلى الفرقة والاقتتال بين المسلمين.

الفتنة السياسية: وهي الفتنة التي تحدث بسبب الصراع على السلطة والحكم، وهذه الفتنة من الأمور الخطيرة التي تؤدي إلى الاقتتال والحروب الأهلية.

الفتنة الاجتماعية: وهي الفتنة التي تحدث بسبب الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية بين أفراد المجتمع، وهذه الفتنة تؤدي إلى الحقد والضغينة والعداوة بين أفراد المجتمع.

الفتنة الاقتصادية: وهي الفتنة التي تحدث بسبب الاختلافات الاقتصادية بين أفراد المجتمع، وهذه الفتنة تؤدي إلى الحسد والطمع والسرقة والنهب.

الفتنة الأخلاقية: وهي الفتنة التي تحدث بسبب الاختلافات الأخلاقية بين أفراد المجتمع، وهذه الفتنة تؤدي إلى انتشار الفساد والرذيلة والانحلال الأخلاقي.

آثار الفتن:

للفتن آثار خطيرة على الأفراد والمجتمعات، ومن أهم آثار الفتن:

الاقتتال والحروب: الفتن تؤدي إلى الاقتتال والحروب بين المسلمين، وهذا يؤدي إلى سفك الدماء وإهدار الأموال وإضعاف المسلمين.

الفرقة والشتات: الفتن تؤدي إلى الفرقة والشتات بين المسلمين، وهذا يضعفهم ويجعلهم فريسة سهلة لأعدائهم.

الفتنة والتفرقة: الفتنة تؤدي إلى إثارة الفتنة والتفرقة بين المسلمين، وهذا يضعف المسلمين ويجعل من السهل على أعدائهم هزيمتهم.

الفساد والانحلال الأخلاقي: الفتنة تؤدي إلى انتشار الفساد والانحلال الأخلاقي بين المسلمين، وهذا يؤدي إلى تدهور المجتمع وانهياره.

ضعف المسلمين وإضعافهم: الفتنة تؤدي إلى ضعف المسلمين وإضعافهم، وهذا يجعلهم فريسة سهلة لأعدائهم.

كيفية الوقاية من الفتن:

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من الفتن، ومن أهمها:

التمسك بالكتاب والسنة: التمسك بالكتاب والسنة هو خير وقاية من الفتن، لأن الكتاب والسنة يهديان إلى الحق والصواب، ويحذران من الفتن والضلالات.

اتباع أهل العلم: اتباع أهل العلم من الأمور المهمة التي تساعد على الوقاية من الفتن، لأن أهل العلم يعرفون الحق من الباطل، ويحذرون من الفتن والضلالات.

الحذر من أهل البدع والضلالات: الحذر من أهل البدع والضلالات من الأمور المهمة التي تساعد على الوقاية من الفتن، لأن أهل البدع والضلالات يدعون إلى الفتن والضلالات.

تحكيم العقل والمنطق: تحكيم العقل والمنطق من الأمور المهمة التي تساعد على الوقاية من الفتن، لأن العقل والمنطق يهديان إلى الحق والصواب، ويحذران من الفتن والضلالات.

الصبر والحلم: الصبر والحلم من الأمور المهمة التي تساعد على الوقاية من الفتن، لأن الصبر والحلم يمنعان الإنسان من الانجرار وراء الفتن والضلالات.

خاتمة:

الفتن شر عظيم، وهي من الأمور التي ابتلي بها الناس في كل زمان ومكان، وقد حذرنا الله تعالى منها في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ففي سورة البقرة يقول تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تَفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}، وفي سورة آل عمران يقول تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَقَلْبُهُمْ هَوَاءٌ}، وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من خرج على أميره فقاتله فقتل فهو في النار، ومن مات مات ميتة جاهلية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *