اللهم انا لا نسألك رد القضاء

المقدمة

يعتبر الدعاء من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من الأمور التي حث عليها الإسلام، كما أنه يعد أحد أسباب فتح أبواب السماء والرحمة، فالدعاء هو سلاح المؤمن، وعبادة عظيمة، حيث قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.

ولهذا السبب، فإن الله تعالى يحب أن يدعوه عباده، ويسألوه من فضله ورحمته، كما أن الدعاء يعد من أهم أسباب تغيير القدر.

عندما لا نطلب من الله رد القضاء

هناك بعض الحالات التي لا ينبغي أن نسأل الله فيها رد القضاء، ومنها:

عندما يكون القضاء خيراً لنا: فالله تعالى يعلم ما هو خير لنا، وما هو شر لنا، وقد يكون القضاء الذي نكرهه هو في الحقيقة خيراً لنا، لذلك لا ينبغي أن نسأل الله رده.

عندما يكون القضاء قدراً مكتوباً: فالقضاء والقدر هو سنة الله في خلقه، ولا يمكن للإنسان أن يغيره، لذلك لا ينبغي أن نسأل الله رد القضاء الذي قد قدره علينا.

عندما يكون القضاء عقاباً أو ابتلاءً: فالله تعالى قد يعاقب العبد على ذنوبه، أو يبتليه بشيء من المصائب، وذلك لكي يختبره، ويكشف صبره، لذلك لا ينبغي أن نسأل الله رده.

أسباب عدم طلب رد القضاء

هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا لا نطلب من الله رد القضاء، ومنها:

التوكل على الله: فالمؤمن يتوكل على الله في كل أموره، ويعلم أن الله تعالى لن يضره، ولن يقدر عليه إلا ما فيه خيره.

الرضا بقضاء الله: فالمؤمن راض بقضاء الله، ويعلم أن ما قدره الله تعالى هو خير له، لذلك لا يتذمر ولا يسخط على الله.

الصبر على البلاء: فالمؤمن صابر على البلاء، ويعلم أن البلاء هو ابتلاء من الله تعالى، وأن الله تعالى لن يتركه وحيداً.

الفرق بين الدعاء برد القضاء والدعاء بتغيير القدر

هناك فرق بين الدعاء برد القضاء والدعاء بتغيير القدر، فالدعاء برد القضاء هو أن يطلب العبد من الله تعالى أن يغير القضاء الذي قدره عليه، أما الدعاء بتغيير القدر فهو أن يطلب العبد من الله تعالى أن يغير قدره المكتوب.

جواز الدعاء برد القضاء في بعض الحالات

يجوز الدعاء برد القضاء في بعض الحالات، وذلك إذا كان القضاء شراً محضاً، أو إذا كان القضاء يترتب عليه ضرر كبير على العبد.

أمثلة على الدعاء برد القضاء

هناك العديد من الأمثلة على الدعاء برد القضاء، منها:

دعاء يونس عليه السلام في بطن الحوت: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.

دعاء موسى عليه السلام عندما أغرق فرعون وقومه: “ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم”.

دعاء إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار: “رب نجني من القوم الظالمين”.

الخاتمة

إن الدعاء برد القضاء هو من الأمور التي يجب أن تؤخذ بحذر، وذلك لأنه قد يترتب عليه ضرر كبير على العبد. فالمؤمن يجب أن يتوكل على الله، ويرضى بقضائه، ويصبر على البلاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *