اللهم لا نسالك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه

اللهم لا نسالك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه

اللهم لا نسالك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه

المقدمة:

الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار، ولا يخلو الإنسان فيها من ابتلاءات ومصائب، فالقضاء والقدر سنة الله في خلقه، ولا سبيل إلى دفعه أو رده، ولكن يمكن للإنسان أن يسأل الله اللطف فيه، وأن يهيئ له أسباب الصبر والسلوان، وأن يرزقه حسن العاقبة.

1. معنى القضاء والقدر:

القضاء: هو الأمر الذي قدره الله تعالى وكتبه في اللوح المحفوظ، وهو شامل لكل ما كان وما سيكون، ولا يعلمه إلا الله تعالى.

القدر: هو ما قدره الله تعالى على العباد، وهو ما قدره لهم من أفعال وأحوال، وهو ما كتبه لهم في علمه الأزلي.

2. أقسام القضاء والقدر:

ينقسم القضاء والقدر إلى قسمين:

القضاء المبرم: وهو ما قد تم وقوعه ولا يمكن تغييره، مثل الموت والرزق والأجل.

القضاء المعلق: وهو ما قد قدره الله تعالى ولكنه معلق على أسباب، فإذا وجدت الأسباب وقع القضاء، وإذا لم توجد لم يقع.

3. حكم القضاء والقدر:

القضاء والقدر من عقائد الإيمان، والإيمان بهما من صفات المؤمنين، وقد قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

4. كيفية التعامل مع القضاء والقدر:

عند نزول القضاء والقدر على الإنسان، عليه أن يتعامل معه بأمور منها:

التسليم بقضاء الله وقدره، وعدم الاعتراض عليه أو التذمر منه.

الصبر على البلاء والابتلاء، وعدم الجزع أو اليأس.

الدعاء إلى الله تعالى باللطف في القضاء والقدر، وتيسير الأمور، وحسن العاقبة.

5. فضل الصبر على القضاء والقدر:

الصبر على القضاء والقدر من أعظم العبادات وأجلها، وقد جعل الله تعالى للصابرين أجراً عظيماً، فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157].

6. قصص من الصبر على القضاء والقدر:

وردت في السنة النبوية العديد من القصص التي تدل على الصبر على القضاء والقدر، منها:

قصة سيدنا أيوب عليه السلام، الذي ابتلي بالمرض والفقر وفقدان الأهل، ولكنه صبر على ابتلائه حتى كشف الله عنه الضر وأعاده إلى سابق عهده.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام، الذي ابتلي بالسجن والظلم ولكنه صبر على ابتلائه حتى أصبح عزيز مصر.

7. دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في القضاء والقدر:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى في القضاء والقدر، ومن أدعيته:

“اللهم لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه”.

“اللهم ارزقني حسن العاقبة في الأمور كلها”.

“اللهم اصرف عني السوء، واقض لي الخير حيث كان”.

الخاتمة:

القضاء والقدر من عقائد الإيمان، والإيمان بهما من صفات المؤمنين، وعند نزول القضاء والقدر على الإنسان، عليه أن يتعامل معه بالتسليم والصبر والدعاء إلى الله تعالى باللطف في القضاء والقدر، وتيسير الأمور، وحسن العاقبة.

أضف تعليق