اللّهم إنّا نبرأ إليك من الظالمين
المقدمة:
الظلم من أعظم الذنوب وأكثرها شيوعًا، وهو سبب رئيسي لمعاناة البشرية. وقد حذرنا الله -تعالى- في القرآن الكريم من الظلم وأمرنا بالابتعاد عنه، فقال -عز وجل-: {وَلا تَظْلِمُوا النَّاسَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الشعراء: 183]. كما ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحذر من الظلم وتبين عواقبه الوخيمة.
أقسام الظلم:
ينقسم الظلم إلى قسمين رئيسيين:
1. الظلم لله -تعالى-: وهو الشرك به -عز وجل-، وهو أعظم أنواع الظلم.
2. الظلم للعباد: وهو كل فعل يسبب ضررًا أو أذى لشخص آخر، سواء كان ذلك الضرر ماديًا أو معنويًا.
من صور الظلم لله -تعالى-:
1. الشرك به -عز وجل-: وهو اعتقاد وجود إله آخر غيره -جل وعلا-، أو اعتقاد أن هناك من يستحق العبادة سواه -سبحانه وتعالى-.
2. الكفر به -عز وجل-: وهو جحود وجوده -جل وعلا- أو إنكار صفاته أو رسله.
3. النفاق: وهو إظهار الإسلام وإخفاء الكفر، أو إظهار الخير وإخفاء الشر.
من صور الظلم للعباد:
1. الاعتداء على النفس: وهو قتل الغير أو إلحاق الأذى به.
2. الاعتداء على المال: وهو السرقة أو الغصب أو الإتلاف.
3. الاعتداء على العرض: وهو القذف أو السب أو الشتم.
أسباب الظلم:
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الظلم، منها:
1. الجهل: الجهل بحقوق الآخرين وبحرمة ظلمهم.
2. الجشع: الرغبة في الحصول على المزيد من المال أو السلطة أو النفوذ، ولو كان ذلك على حساب الآخرين.
3. الحقد: كراهية الآخرين ورغبة في إيذائهم.
4. الظلم: الظلم الذي يتعرض له الشخص قد يدفعه إلى ممارسة الظلم تجاه الآخرين.
عواقب الظلم:
للظلم عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، منها:
1. في الدنيا: يسبب الظلم الفتن والحروب والفساد، وينشر الكراهية والبغضاء بين الناس.
2. في الآخرة: يستحق الظالم عقابًا شديدًا في نار جهنم، قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأنعام: 128].
كيف نبرأ إلى الله من الظالمين؟
1. نستغفر الله -تعالى- على ما فعلناه من ظلم.
2. نتوب إلى الله -عز وجل- ونعزم على عدم العودة إلى الظلم أبدًا.
3. نرد الحقوق إلى أصحابها.
4. نناصح الظالمين ونحاول إقناعهم بالتوقف عن ظلمهم.
5. نأمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
الخاتمة:
الظلم من أعظم الذنوب وأخطرها، وهو سبب رئيسي لمعاناة البشرية. وقد حذرنا الله -تعالى- من الظلم وأمرنا بالابتعاد عنه. لذلك، يجب علينا أن نبرأ إلى الله -تعالى- من الظالمين وأن نتوب إليه من أي ظلم قد فعلناه. كما يجب علينا أن نأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونحاول إقناع الظالمين بالتوقف عن ظلمهم.