العنوان: اللهم إنا نبرأ إليك من حولنا وقوتنا
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الإنسان مهما بلغ من القوة والسلطان، فلا يستطيع شيئًا إلا بمشيئة الله وتوفيقه، ومن أجل ذلك يجب عليه أن يتبرأ إلى الله من حوله وقوته، وأن يجعل اعتماده عليه سبحانه وتعالى وحده، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن معنى التبرؤ إلى الله من حولنا وقوتنا، وسبب التبرؤ إلي الله، وأهمية التبرؤ إلي الله ونتائجه، وأدلة التبرؤ إلي الله من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين.
أولاً: معنى التبرؤ إلى الله من حولنا وقوتنا:
التبرؤ إلى الله من حولنا وقوتنا هو أن يقر الإنسان بضعفه وعجزه عن تحقيق أي شيء بدون مشيئة الله وتوفيقه، وأن ينفي عن نفسه أي قدرة ذاتية أو قوة يستطيع بها أن ينفع نفسه أو يضرها أو يدفع عنها أي شر أو بلاء، وأن يجعل اعتماده على الله وحده في تحصيل المنافع ودفع المضار.
ثانيًا: سبب التبرؤ إلي الله:
سبب التبرؤ إلي الله هو أن الإنسان مخلوق ضعيف وقاصر، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، ولا يستطيع أن يحقق أي شيء إلا بإذن الله ومشيئته، فمن يجعل اعتماده على الله وحده في تحصيل المنافع ودفع المضار، فإن الله يكفيه ما أهمه، ويكف عنه ما أساءه.
ثالثًا: أهمية التبرؤ إلي الله ونتائجه:
من أهمية التبرؤ إلي الله ونتائجه:
– الشعور بالاطمئنان والرضا بقضاء الله وقدره.
– زيادة الإيمان بالله وتقوية التوكل عليه.
– تحصيل المنافع ودفع المضار.
– تحقيق العزة والرفعة في الدنيا والآخرة.
رابعًا: أدلة التبرؤ إلي الله من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين:
هناك العديد من الأدلة في القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين على وجوب التبرؤ إلى الله من حولنا وقوتنا منها:
1- قال الله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} (النجم: 39).
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
3- جاء في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول: “اللهم إني أعوذ بك من حولي وقوتي”.
خامسًا: التبرؤ إلي الله من حولنا وقوتنا في مواقف الحياة المختلفة:
يجب على الإنسان أن يتبرأ إلى الله من حوله وقوته في جميع مواقف الحياة، سواء في السراء أو الضراء، ففي السراء يجب عليه أن يحمد الله على نعمه ويستعين به على أداء الشكر، وفي الضراء يجب عليه أن يصبر ويدعو الله ويسأله الفرج.
سادسًا: التبرؤ إلي الله من حولنا وقوتنا والتوكل عليه:
التوكل على الله هو الاعتماد عليه وحده في تحصيل المنافع ودفع المضار، والتبرؤ إلى الله من حولنا وقوتنا هو مقدمة للتوكل عليه، فمن تبرأ إلى الله من حوله وقوته، فقد اعترف بضعفه وعجزه عن تحقيق أي شيء بنفسه، وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله، ومن ثم توكل على الله وحده في تحصيل المنافع ودفع المضار.
سابعًا: التبرؤ إلي الله من حولنا وقوتنا وحسن الظن به:
حسن الظن بالله هو الاعتقاد بأن الله خير خالق، وأنه يحب عباده ويريد لهم الخير، والتبرؤ إلى الله من حولنا وقوتنا يولد في القلب حسن الظن بالله، فمن تبرأ إلى الله من حوله وقوته، فقد اعترف بضعفه وعجزه عن تحقيق أي شيء بنفسه، وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله، ومن ثم اعتقد أن الله هو وحده القادر على تحقيق مطلبه ونفع نفسه ودفع الضر عنها، فحسن ظنه بالله.
الخاتمة:
وفي الختام، فإن التبرؤ إلى الله من حولنا وقوتنا هو من أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يقوم بها، وأن يتخلق بهذه الخصلة في جميع مواقف حياته، وأن يقترن معها بالتوكل على الله وحسن الظن به، فمن فعل ذلك فقد نال رضا الله عز وجل وأسكنه جنته.