اللهم انا نسألك موجبات رحمتك

الرحمة الإلهية

الرحمة الإلهية هي صفة من صفات الله تعالى، وهي من أعظم صفاته وأجلها، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع كثيرة، قال تعالى: (الرحمن الرحيم) [الفاتحة: 1]، وقال تعالى: (وكان الله بالعباد رحيما) [الأحزاب: 43]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق مائة رحمة، فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة، وأنزل رحمة واحدة إلى الأرض، فمنها يتراحم العباد، ومنها يرحم البهائم، ولولا ذلك لأكل بعضكم بعضًا) [رواه البخاري].

موجبات رحمة الله تعالى

هناك العديد من الأعمال الصالحة التي توجب رحمة الله تعالى، ومنها:

الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه: قال تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) [محمد: 38]، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) [المائدة: 54].

إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة: قال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) [النور: 56]، وقال تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) [التوبة: 60].

صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب: قال تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا) [الإسراء: 26]، وقال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأُنبئكم بما كنتم تعملون) [العنكبوت: 8].

الإحسان إلى اليتامى والمساكين: قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبًا كبيرًا) [النساء: 2]، وقال تعالى: (وأحسنوا إلى الفقراء والمساكين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) [الحشر: 8].

الصدق والأمانة: قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) [التوبة: 119]، وقال تعالى: (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبًا فرهان مقبوضة فإذا أدى الذي استؤمن أمانته فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم) [البقرة: 283].

العفو والصفح عن الناس: قال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) [آل عمران: 134]، وقال تعالى: (فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين) [الشورى: 40].

الدعاء إلى الله تعالى: قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) [غافر: 60]، وقال تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) [الإسراء: 110].

الرحمة الإلهية في القرآن الكريم

ورد ذكر الرحمة الإلهية في القرآن الكريم في أكثر من مائة وستين موضعًا، وقد جاءت بألفاظ مختلفة، منها: الرحمة، والرأفة، والعفو، والمغفرة، والحنان، واللطف، والفضل، والكرم، وغير ذلك. وقد وصف الله تعالى نفسه في القرآن الكريم بأنه رحيم ورحمن، قال تعالى: (الرحمن الرحيم) [الفاتحة: 1]، وقال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى) [طه: 82].

الرحمة الإلهية في السنة النبوية

وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرحمة الإلهية، منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق مائة رحمة، فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة، وأنزل رحمة واحدة إلى الأرض، فمنها يتراحم العباد، ومنها يرحم البهائم، ولولا ذلك لأكل بعضكم بعضًا) [رواه البخاري].

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رحيم بعباده، وهو أرحم الراحمين) [رواه الترمذي].

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الرحمة على نفسه، فمن رحم من في الأرض رحمه من في السماء) [رواه مسلم].

أثار الرحمة الإلهية

للرحمة الإلهية آثار كثيرة على الفرد والمجتمع، منها:

الشعور بالأمان والسكينة والطمأنينة.

النجاة من العذاب في الدنيا والآخرة.

دخول الجنة والفوز برضا الله تعالى.

انتشار المحبة والمودة والألفة بين الناس.

سيادة العدل والإنصاف والقسط.

تحقيق التقدم والازدهار والاستقرار.

الخلاصة

الرحمة الإلهية هي من أعظم صفات الله تعالى وأجلها، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع كثيرة. وهناك العديد من الأعمال الصالحة التي توجب رحمة الله تعالى، منها: الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصلة الرحم والإحسان إلى الأقارب، والإحسان إلى اليتامى والمساكين، والصدق والأمانة، والعفو والصفح عن الناس، والدعاء إلى الله تعالى. وللرحمة الإلهية آثار كثيرة على الفرد والمجتمع، منها: الشعور بالأمان والسكينة والطمأنينة، والنجاة من العذاب في الدنيا والآخرة، ودخول الجنة والفوز برضا الله تعالى، وانتشار المحبة والمودة والألفة بين الناس، وسيادة العدل والإنصاف والقسط، وتحقيق التقدم والازدهار والاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *