اللهم انت الميسر وانت المسهل

العنوان: اللهم أنت الميسر وأنت المسهل

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله تعالى هو الميسّر لكل أمر، وهو المسهّل لكل عسير، وهو القادر على كل شيء، قال تعالى: ﴿فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ الْعَذَابِ﴾ [المرسلات: 19]، وقال تعالى: ﴿وَسَلَّطَهُمْ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [الأنفال: 60]، وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 20].

المحتوى:

1. فضل اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء:

– اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء من أعظم العبادات، وهو من أفضل القربات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”، وقال عليه الصلاة والسلام: “الدعاء مخ العبادة”.

– الدعاء سبب من أسباب نزول الرحمة والبركة، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].

– الدعاء سبب من أسباب رفع البلاء ودفع المكروه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد القضاء وإن كان نزل”، وقال عليه الصلاة والسلام: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل”.

2. أهمية اليقين والإخلاص في الدعاء:

– اليقين والإخلاص من أهم شروط قبول الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد إلا بثلاث: دعاء بمعصية، أو قطيعة رحم، أو دعاء يأثم فيه صاحبه”، وقال عليه الصلاة والسلام: “ليس من دعاء أسرع إجابة من دعاء مظلوم”.

– يجب على المسلم أن يكون على يقين بأن الله تعالى قادر على إجابة دعائه، وأن يكون مخلصًا في دعائه، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].

– يجب على المسلم أن يكون صبورًا في دعائه، فالدعاء لا يستجاب على الفور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد، ولكن يؤخر إلى حين”، وقال عليه الصلاة والسلام: “الدعاء مستجاب، فليتعجل أحدكم الإجابة أو ليؤخر”.

3. أوقات استجابة الدعاء:

– هناك أوقات يكون فيها الدعاء مستجابًا أكثر من غيرها، ومن هذه الأوقات: وقت السحر، وآخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند الشدة والضيق، وعند الدعاء في المسجد الحرام، وعند الدعاء على الظالم.

– يجب على المسلم أن ينتهز هذه الأوقات المباركة في الدعاء إلى الله تعالى، وأن يسأل الله تعالى فيها ما يريد من خير الدنيا والآخرة.

– يجب على المسلم أن يحرص على الدعاء في هذه الأوقات، فإن الدعاء فيها مستجاب أكثر من غيرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مستجاب عند خمس: عند النداء، وعند الإقامة، وعند نزول المطر، وعند السحر، وعند الحرب”.

4. آداب الدعاء:

– يجب على المسلم أن يبدأ دعاءه بالحمد لله تعالى والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينهي دعاءه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

– يجب على المسلم أن يتضرع إلى الله تعالى في دعائه، وأن يرفع يديه إلى السماء، وأن يستقبل القبلة، وأن يكون على طهارة.

– يجب على المسلم أن يكون خاشعًا في دعائه، وأن يكون متيقنًا من إجابة دعائه، وأن يكون صبورًا في انتظار إجابة دعائه.

5. أمثلة على أدعية للميسر والمسهل:

– اللهم يسر لي أمري وسهل لي طريقي، وافتح علي أبواب رحمتك، واحفظني من كل شر، وارزقني من حيث لا أحتسب.

– اللهم يا ميسر الأمور ويا مسهل الصعاب، أسألك أن تيسر لي أمري وتسهل لي طريقي، وأن ترزقني من حيث لا أحتسب، وأن تحفظني من كل شر.

– اللهم يا من بيده ملكوت كل شيء، أسألك أن تيسر لي أمري وتسهل لي طريقي، وأن ترزقني من حيث لا أحتسب، وأن تحفظني من كل شر، وأن تبلغني أقصى درجات الجنة.

6. أسباب عدم استجابة الدعاء:

– قد يكون سبب عدم استجابة الدعاء هو عدم إخلاص الداعي، أو عدم يقينه بالإجابة، أو عدم صبره على الدعاء.

– قد يكون سبب عدم استجابة الدعاء هو ارتكاب الداعي للمعاصي والذنوب، أو دعائه بقطيعة رحم، أو دعائه على نفسه أو على غيره بالشر.

– قد يكون سبب عدم استجابة الدعاء هو الدعاء في وقت غير مستجاب، أو الدعاء بما لا يجوز الدعاء به، أو الدعاء بأشياء محرمة.

7. الحكمة من عدم استجابة الدعاء:

– قد تكون الحكمة من عدم استجابة الدعاء هو أن الله تعالى يريد أن يختبر صبر الداعي وإيمانه.

– قد تكون الحكمة من عدم استجابة الدعاء هو أن الله تعالى يريد أن يعطي الداعي خيرًا مما دعا به، أو أن يدفع عنه شرًا لا يعلمه.

– قد تكون الحكمة من عدم استجابة الدعاء هو أن الله تعالى يريد أن يبين للداعي أن الدعاء وحده لا يكفي، بل يجب عليه أن يسعى بالأسباب الظاهرة، وأن يتوكل على الله تعالى.

الخاتمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله تعالى هو الميسّر لكل أمر، وهو المسهّل لكل عسير، وهو القادر على كل شيء، فنسأل الله تعالى أن ييسر لنا أمورنا وسهل لنا طرائقنا، وأن يرزقنا من حيث لا نحتسب، وأن يحفظنا من كل شر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *