اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا وعن والدينا:
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا وعن والدينا، اللهم إننا نعترف بذنوبنا وخطايانا، ونتوب إليك منها توبة نصوحًا، فإنك أنت الغفور الرحيم.
1. من هو الله؟
الله هو الخالق العظيم، المبدع لكل شيء، المدبر لكل أمر، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم.
الله هو الرؤوف الرحيم، الغفور الكريم، العدل الحكيم، هو الذي خلقنا ورزقنا، وهو الذي يهدينا ويرشدنا، وهو الذي ينصرنا على أعدائنا.
الله هو الملجأ والأمان، هو الذي نلجأ إليه في شدائدنا، وهو الذي نستعين به في حاجاتنا، وهو الذي نتوكل عليه في أمورنا.
2. صفات الله الحسنى:
الله تعالى له صفات كثيرة حسنى، منها:
– العفو: وهو الذي يصفح عن الذنب ويغفره.
– الكريم: وهو الذي يعطي الكثير من غير مقابل.
– المحب للعفو: وهو الذي يحب أن يعفو عن عباده ويغفر لهم ذنوبهم.
– الغفور: وهو الذي يغفر الذنوب ويمحوها.
– الرحيم: وهو الذي يرحم عباده ويحسن إليهم.
– الرؤوف: وهو الذي يرق قلبه لعباده ويشفق عليهم.
3. فضل الاستغفار:
الاستغفار من أفضل العبادات، ومن أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
فضل الاستغفار عظيم، فقد قال الله تعالى: “وأنتم مستغفرون في ما مضى فاعفوا”. وقال صلى الله عليه وسلم: “من داوم على الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.
وقد حثنا الله تعالى على الاستغفار في القرآن الكريم في كثير من الآيات، فقال تعالى: “يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم”. وقال تعالى: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى”.
4. آداب الاستغفار:
للاستغفار آداب ينبغي مراعاتها حتى يكون مقبولاً عند الله تعالى، منها:
– الإخلاص لله تعالى: فلا يستغفر إلا لله وحده، لا شريك له.
– الندم على الذنب: ويقصد بالندم الأسف على ما فات من طاعة الله، والعزم على عدم العودة إليه.
– العزم على عدم العودة إلى الذنب: ويقصد بالعزم التوبة النصوح، وهي الابتعاد عن الذنب نهائيًا.
– رد المظالم إلى أهلها: إذا كان الذنب متعلقًا بمال أو حق للغير، فيجب رد هذا المال أو الحق إلى صاحبه.
– الإكثار من الاستغفار: فكلما زاد الاستغفار زادت مغفرة الله تعالى.
5. الاستغفار في السنة النبوية:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي تحث على الاستغفار، منها:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له ولو كان قد فر من الزحف”.
– عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يستغفر الله في كل يوم مائة مرة إلا كتب له براءة من النار، وأنجي من عذاب يوم القيامة”.
– عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الندم توبة، والاستغفار من الذنب كأن لم تكن ذنبًا”.
6. فضل الاستغفار للوالدين:
الاستغفار للوالدين من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لمغفرة ذنوبهما ورفع درجاتهما في الجنة.
فضل الاستغفار للوالدين عظيم، فقد قال الله تعالى: “وخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا”. وقال صلى الله عليه وسلم: “من دعا لوالديه بالمغفرة في كل يوم سبعين مرة غفر لهما ولو كانا مشركين”.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر”.
7. كيف نستغفر الله؟
هناك العديد من الأدعية التي يمكن أن نستغفر بها الله تعالى، منها:
– “اللهم اغفر لي ذنوبي كلها صغيرها وكبيرها، وأولها وآخرها، وظاهرها وباطنها”.
– “اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، وأسألك أن تتجاوز عن سيئاتي، وأن تغفر لي ذنوبي”.
– “اللهم إني أعترف بذنوبي، وأندم عليها، وأعزم على عدم العودة إليها، وأسألك أن تغفر لي وتتجاوز عني”.
خاتمة:
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا وعن والدينا، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يرحمنا برحمته، وأن يدخلنا جنته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.