اللهم انه في ذمتك وحبل جوارك

اللَّهُمَّ إِنَّهُ فِي ذِمَّتِكَ وَحَبْلِ جِوَارِكَ

المقدمة

إنَّ اللَّهَ تعالى هو المُحِيطُ بكلِّ شيءٍ، وهوَ الرَّقِيبُ على العباد، وهوَ الحَفِيظُ لهم، وهوَ الذي يَحفظُهم ويَرعاهم ويَحميهم، وقد بيَّن الله تعالى في كتابه العزيز أنَّهُ هو الذَّمَنُ لعباده، وأنهُ هو الذي يَجِيرُهم ويَحفظُهم، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ بِالْحَسَنَاتِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}، وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}، وقال عز وجل: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.

التوكل على الله تعالى

التوكل على الله تعالى هو الاعتماد عليه في جميع الأمور، والتفويض إليه في كل الأحوال، واليقين بأنه هو الذي بيده الخير والشر، وأنَّه هوَ الذي يدفع البلاء ويُزيل النقم، قال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا”.

اللجوء إلى الله تعالى

اللجوء إلى الله تعالى هو التوجه إليه وحده بالدعاء والابتهال، والتضرع إليه بالمسألة، واليقين بأنَّه هوَ المُجيبُ للدُّعاء، وهوَ المُفرِّجُ للكُرب، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، وقال سبحانه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.

التسليم لله تعالى

التسليم لله تعالى هو الرضا بقضائه وقدره، والقبول لما يقدِّره لعباده، قال الله تعالى: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}، وقال سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ رضي بقضاء الله عز وجل رضي الله عنه”.

الاستعانة بالله تعالى

الاستعانة بالله تعالى هي طلب العون والمساعدة منه، والاعتماد عليه في جميع الأمور، قال الله تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومن توكل على الله كفاه”.

الشكر لله تعالى

الشكر لله تعالى هو الاعتراف بنعمه ظاهرة وباطنة، وحمده عليها، وعبادته بها، قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}، وقال سبحانه: {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”.

الذِّكر لله تعالى

الذِّكر لله تعالى هو ترديد اسمه وصفاته، والتفكر في عظمته وجلاله، قال الله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وقال سبحانه: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الذِّكر لا إله إلا الله”.

الخاتمة

إنَّ العبد المؤمن الذي يتوكّل على الله، ويلجأ إليه، ويسلّم لقضائه وقدره، ويستعين به، ويشكره، ويذكره، هو العبد السعيد الذي ينال رضا الله تعالى، وجنته في الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *