اللهم اني اسالك بنور وجهك الذي اشرقت

اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت به السماوات والأرض

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد..

فإن من أعظم الأدعية وأجل الطلبات، أن يدعو العبد ربه بنور وجهه الكريم، فهو النور الذي أشرقت به السماوات والأرض، وهو النور الذي ينير قلوب المؤمنين، ويهديهم إلى سواء السبيل.

أولاً: فضل بنور وجه الله العظيم:

1. أنوار وجه الله تنير القلوب: إن نور وجه الله تعالى هو النور الذي ينير قلوب المؤمنين، ويهديهم إلى سواء السبيل. فإذا أشرق نور وجه الله على قلب العبد، انفتحت له أبواب المعرفة والإيمان، وتنير بصيرته، ويعلم مالم يكن يعلم.

2. البصيرة النافذة: إن نور وجه الله تعالى هو النور الذي يمنح العبد البصيرة النافذة، والتي تمكنه من إدراك حقائق الأشياء، ومعرفة ما وراء الظواهر. فإذا أشرق نور وجه الله على قلب العبد، أدرك أسرار الكون والحياة، وعرف حقيقة نفسه وربه.

3. طريق الجنة المضاء: إن نور وجه الله تعالى هو النور الذي يهدي العبد إلى طريق الجنة المضاء، ويسهل عليه سلوك هذا الطريق. فإذا أشرق نور وجه الله على قلب العبد، سار في طريقه إلى الجنة بثبات ويقين، ولا يضل عن سبيله أبدًا.

ثانيًا: أثر نور وجه الله على العبد:

1. جعل نور الوجه الحل والفرج: إن نور وجه الله تعالى هو الحل والفرج لكل هم وغم وحزن. فإذا توجه العبد إلى ربه بدعاء صادق، طالباً من ربه أن ينير قلبه بنور وجهه الكريم، فإن الله تعالى يستجيب دعاءه، وينير قلبه بنوره، ويزيل عنه الهم والغم والحزن.

2. النجاة من الظلمات: إن نور وجه الله تعالى هو النجاة من الظلمات والضلال. فإذا أشرق نور وجه الله على قلب العبد، نجاه الله من ظلمات الكفر والضلال، وهداه إلى نور الإيمان والهداية.

3. تبديل الهول إلى أمن: إن نور وجه الله تعالى هو الذي يبدل الهول إلى أمن، والقلق إلى طمأنينة. فإذا أشرق نور وجه الله على قلب العبد، تبدل خوفه وأحزانه إلى أمن وطمأنينة، وسكن قلبه واطمأن.

ثالثًا: كيف نطلب نور وجه الله تعالى؟

1. الدعاء الصادق: إن أولى الخطوات للطلب من الله أن ينير قلوبنا بنور وجهه الكريم، هو الدعاء الصادق. فالدعاء هو مفتاح الخيرات، وهو الوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى ربه. فإذا دعا العبد ربه بدعاء صادق، نابع من قلبه، فإن الله تعالى يستجيب دعاءه، وينير قلبه بنوره.

2. الإخلاص والصدق: إن من أهم شروط إجابة الدعاء هو الإخلاص والصدق. فإذا دعا العبد ربه وهو غير مخلص له، أو غير صادق في دعائه، فإن الله تعالى لا يستجيب دعاءه.

3. الاستغفار والتوبة: إن الاستغفار والتوبة من الذنوب والمعاصي، من أهم الوسائل التي تساعد على استجابة الدعاء. فإذا أراد العبد أن يستجيب الله دعاءه، فعليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه من كل ذنب ومعصية اقترفها.

رابعًا: مواطن الدعاء بنور وجه الله تعالى:

1. الدعاء في الأسحار: إن السحر من أفضل الأوقات للدعاء، حيث يكون العبد أقرب إلى ربه، وأكثر خشوعًا وإخلاصًا. ففي هذا الوقت، ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا، ويستمع إلى دعاء عباده، ويستجيب دعواتهم.

2. الدعاء في الثلث الأخير من الليل: إن الثلث الأخير من الليل أيضًا من أفضل الأوقات للدعاء، حيث يكون العبد أقرب إلى ربه، وأكثر خشوعًا وإخلاصًا. ففي هذا الوقت، يكون الشيطان أضعف ما يكون، والعبد أقوى ما يكون.

3. الدعاء بين الأذان والإقامة: إن الدعاء بين الأذان والإقامة من أفضل الأوقات للدعاء، حيث يكون العبد في هذه اللحظات في حالة من الخشوع والسكينة، ويكون قلبه أقرب إلى ربه.

خامسًا: آداب الدعاء بنور وجه الله تعالى:

1. أن يكون الدعاء صادقا نابعا من القلب: إن من أهم آداب الدعاء أن يكون صادقا نابعا من القلب، وأن لا يكون مجرد كلمات وألفاظ يقولها العبد بلسانه فقط.

2. أن يكون الدعاء خالصا لله تعالى: إن من آداب الدعاء أن يكون خالصا لله تعالى، وأن لا يدعو العبد ربه لأجل رياء أو سمعة.

3. أن يكون الدعاء موافقا للشريعة: إن من آداب الدعاء أن يكون موافقا للشريعة، وأن لا يدعو العبد ربه بما يخالف شرعه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

سادسًا: من دعوات نور وجه الله تعالى:

1. اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت به السماوات والأرض، أن تنير قلبي بنور معرفتك وإيمانك.

2. اللهم إني أسألك بنور وجهك الكريم، أن تجعل قلبي عامرًا بحبك وخشيتك.

3. اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت به السماوات والأرض، أن ترزقني الجنة، وأن تنقذني من النار.

سابعًا: الختام:

نسأل الله تعالى أن ينير قلوبنا بنور وجهه الكريم، وأن يهدينا إلى سواء السبيل، وأن يرزقنا الجنة، وأن ينقذنا من النار. اللهم آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *