بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إني عبد ابن عبدك
المقدمة:
تعد دعوة اللهم إني عبد ابن عبدك من أروع الأدعية التي يمكن للعبد أن يدعو بها ربه، فهي دعوة تعبر عن التذلل والانكسار لله تعالى، وتؤكد على أن العبد لا حول له ولا قوة إلا بالله وأن الله وحده هو الذي يملك ضره ونفعه، وتدل على أن العبد عبد الله منذ ولادته حتى مماته، وأنه عبد لله عبدًا وليس عبدًا لمخلوق مثله.
عبودية العبد لله:
1- خلق الله العبد وصوره:
خلق الله تعالى العبد ورزقه وأحسن خلقه، وأعطاه ما يحتاج إليه من نعم كثيرة، فالعبد مدين لله تعالى بنعم لا تحصى ولا تُعد.
كما أن الله تعالى هو الذي صور العبد وقدر خلقه، وأعطاه من الصفات والمزايا ما يميزه عن غيره من المخلوقات.
وجعل العبد خليفة له في الأرض، وأمره أن يعمره ويستخلف فيه، وأن يعمل فيه الصالحات.
2- إحسان الله إلى العبد:
أحسن الله تعالى إلى العبد بإرساله الأنبياء والرسل إليه لهدايته وإرشاده إلى طريق الحق والصواب، حتى لا يضل ولا يهلك.
كما أحسن الله تعالى إلى العبد بإنزال الكتب السماوية عليه، والتي تحتوي على الهدى والنور والرحمة، وتبين له أحكام الله تعالى وأوامره ونواهيه.
كما أن الله تعالى يستجيب دعاء العبد ويغفر ذنوبه ويتقبل توبته، ويتولاه برحمته وفضله وإحسانه.
3- عبودية العبد لله:
إن العبد عبدالله منذ ولادته حتى مماته، فهو عبد الله وليس عبدًا لمخلوق مثله، ولا يجوز له أن يعبد غير الله تعالى.
فالله تعالى هو الواحد الأحد الذي يستحق العبادة وحده، وهو الذي يجب عليه العبد أن يحبه ويخشاه ويتوكل عليه ويرجو رحمته.
كما أن العبد يجب عليه أن يذل لله تعالى ويستسلم له وينيب إليه، وأن يطيعه فيما أمره به وينتهي عما نهاه عنه.
طاعة العبد لله:
1- طاعة العبد لله في السر والعلن:
يجب على العبد أن يطيع الله تعالى في السر والعلن، وأن يكون طاعة لله في كل الأمور، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
كما يجب على العبد أن يطيع الله تعالى حتى ولو كان ذلك مخالفًا لهواه ورغباته، وأن يقدم طاعة الله تعالى على طاعة خلقه.
ويجب على العبد أن يكون طاعة لله تعالى في أقواله وأفعاله، وأن يكون ظاهره وباطنه واحدًا، وأن لا يكون منافقًا.
2- طاعة العبد لله في الشدائد والرخاء:
يجب على العبد أن يطيع الله تعالى في الشدائد والرخاء، وأن لا تكون طاعته لله تعالى مقتصرة على وقت دون وقت.
ففي الشدائد يجب على العبد أن يصبر ويحتسب ويستسلم لقضاء الله تعالى وقدره، وأن يعلم أن الله تعالى هو الذي بيده الأمر كله.
وفي الرخاء يجب على العبد أن يشكر الله تعالى على نعمه ويحمد الله تعالى عليها، وأن لا ينسى فضل الله تعالى عليه.
3- طاعة العبد لله في المنشط والمكره:
يجب على العبد أن يطيع الله تعالى في المنشط والمكره، وأن لا تكون طاعته لله تعالى مقتصرة على وقت دون وقت.
ففي المنشط يجب على العبد أن يشكر الله تعالى على نعمه ويحمد الله تعالى عليها، وأن يتقرب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات.
وفي المكره يجب على العبد أن يصبر ويحتسب ويستسلم لقضاء الله تعالى وقدره، وأن يعلم أن الله تعالى هو الذي بيده الأمر كله.
الاستعانة بالله تعالى:
1- الاستعانة بالله تعالى في الأمور كلها:
يجب على العبد أن يستعين بالله تعالى في الأمور كلها، وأن لا يعول على نفسه أو على غيره، وأن يثق بأن الله تعالى هو الذي بيده الأمر كله.
كما يجب على العبد أن يستعين بالله تعالى في أمور دينه ودنياه، وأن يطلب منه العون والتوفيق والسداد والرشاد.
ويجب على العبد أن يستعين بالله تعالى في الشدائد والرخاء، وفي المنشط والمكره، وأن يعلم أن الله تعالى هو الذي ينجيه ويكفيه ويغيثه.
2- الاستعانة بالله تعالى في طاعة الله تعالى:
يجب على العبد أن يستعين بالله تعالى في طاعة الله تعالى، وأن يطلب منه العون والتوفيق والسداد والرشاد.
فالله تعالى هو الذي يعين العبد على طاعته، وهو الذي يلهمه فعل الخير ويوفقه إليه، وهو الذي يثبته على دينه ويحميه من الفتن والضلالات.
ويجب على العبد أن يستعين بالله تعالى في ترك معصيته، وأن يطلب منه العون والتوفيق والسداد والرشاد.
3- الاستعانة بالله تعالى في دفع البلاء:
يجب على العبد أن يستعين بالله تعالى في دفع البلاء، وأن يطلب منه العون والتوفيق والسداد والرشاد.
فالله تعالى هو الذي يصرف البلاء عن عباده، وهو الذي يقيهم من شرور أنفسهم وشرور غيرهم.
ويجب على العبد أن يستعين بالله تعالى في تفريج الكروب، وأن يطلب منه العون والتوفيق والسداد والرشاد.
الخاتمة:
إن دعوة اللهم إني عبد ابن عبدك من أروع الأدعية التي يمكن للعبد أن يدعو بها ربه، فهي دعوة تعبر عن التذلل والانكسار لله تعالى، وتؤكد على أن العبد لا حول له ولا قوة إلا بالله وأن الله وحده هو الذي يملك ضره ونفعه، وتدل على أن العبد عبد الله منذ ولادته حتى مماته، وأنه عبد لله عبدًا وليس عبدًا لمخلوق مثله.