اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة العلم والرزق، فالعلم هو الذي يرفع الإنسان ويزيده شرفاً ومنزلة، والرزق هو الذي يعينه على معيشته ويوفر له سبل الراحة والاستقرار.
وقد حثنا الإسلام على طلب العلم والعمل والاجتهاد من أجل الحصول على الرزق الحلال، ومن الأدعية المأثورة التي كان يدعو بها المسلمون في هذا الصدد: “اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً”.
فضل العلم النافع
العلم النافع هو العلم الذي ينفع صاحبه في دينه وآخرته، وهو الذي يزيده إيماناً وتقوى وعملاً صالحاً. ومن فضائل العلم النافع ما يلي:
– يرفع الإنسان ويزيده شرفاً ومنزلة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين”.
– يهدي الإنسان إلى الحق والصواب: قال الله تعالى: “وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً”.
– ينجي الإنسان من العذاب ويقوده إلى الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”.
فضل الرزق الواسع
الرزق الواسع هو الرزق الذي يكفي الإنسان وأهله ويغنيه عن سؤال الناس، ومن فضائل الرزق الواسع ما يلي:
– يوفر للإنسان سبل الراحة والاستقرار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء عيباً أن يبيت جائعا”.
– يمكّن الإنسان من أداء واجباته الدينية والاجتماعية: قال الله تعالى: “وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ”.
– يساعد الإنسان على فعل الخير والإحسان إلى الآخرين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة”.
كيف نطلب من الله العلم النافع والرزق الواسع؟
هناك العديد من الأدعية التي يمكن أن نطلب بها من الله العلم النافع والرزق الواسع، ومنها:
– اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً.
– اللهم ارزقني علماً ينفعني ويعينني على طاعتك.
– اللهم ارزقني رزقاً حلالاً طيباً يكفيني وأهلي.
ويجب أن نحرص على أن تكون قلوبنا خاشعة وصادقة عند الدعاء، وأن نكثر من الدعاء في أوقات الإجابة، مثل الثلث الأخير من الليل ويوم الجمعة.
السعي لتحصيل العلم
لا يكفي أن ندعو الله تعالى أن يرزقنا علماً نافعاً، بل يجب أن نسعى لتحصيل العلم من خلال:
– الالتحاق بالمدارس والجامعات ودراسة مختلف العلوم والفنون.
– القراءة والاطلاع على الكتب والمجلات والصحف.
– حضور الدورات والندوات والمحاضرات العلمية.
– الاستماع إلى العلماء والفقهاء والمتخصصين في مختلف المجالات.
العمل والاجتهاد
لا يكفي أن ندعو الله تعالى أن يرزقنا رزقاً واسعاً، بل يجب أن نعمل ونكد ونبذل قصارى جهدنا من أجل الحصول على الرزق الحلال، ومن ذلك:
– ممارسة التجارة والصناعة والزراعة وغيرها من الأعمال المباحة.
– البحث عن الوظائف الشريفة التي تناسب مؤهلاتنا وخبراتنا.
– الاستثمار في المشاريع الناجحة التي تحقق لنا عائداً مجزياً.
التوكل على الله تعالى
بعد أن نعمل ونجتهد ونسعى لتحصيل العلم والرزق، يجب أن نتوكل على الله تعالى ونثق أنه لن يضيع سعينا، قال الله تعالى: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً”.
خاتمة
نسأل الله تعالى أن يرزقنا علماً نافعاً ورزقاً واسعاً، وأن يوفقنا لطاعته وعبادته، وأن يجعلنا من عباده الصالحين.