اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك ورحمتك
مقدمة:
يُعد الدعاء من أهم العبادات وأحبها إلى الله تعالى، والدعاء هو طلب العبد من ربه ما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة، ويجوز الدعاء بكل لسان، ولكن الدعاء باللغة العربية أفضل وأحب إلى الله تعالى، وقد وردت العديد من الأدعية النبوية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها، ومن أهمها: الدعاء الذي يبدأ بـ”اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك”.
أوقات الدعاء:
1. الدعاء في الثلث الأخير من الليل:
يعتبر هذا الوقت من أفضل أوقات الدعاء، حيث يكون العبد أقرب إلى الله تعالى، ويكون قلبه أكثر خشوعًا وإقبالًا على الله.
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على الدعاء في هذا الوقت، ومنها: حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.
2. الدعاء بين الأذان والإقامة:
يعد هذا الوقت من الأوقات المستجابة للدعاء، حيث يكون العبد في حالة من التضرع والخشوع لله تعالى.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.
3. الدعاء ساجدًا:
يُعد السجود من أفضل الهيئات التي يمكن للعبد أن يدعو بها، حيث يكون العبد أقرب ما يكون إلى الله تعالى.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
4. الدعاء بعد الوضوء:
يُعد هذا الوقت من الأوقات المستحبة للدعاء، حيث يكون العبد في حالة من النقاء والطهارة.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء”.
5. الدعاء عند الشدة والكرب:
يُعد هذا الوقت من الأوقات التي يكون فيها الدعاء أكثر قبولًا عند الله تعالى.
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}.
6. الدعاء بعد الأذان:
يُعد هذا الوقت من الأوقات المستحبة للدعاء، حيث يكون العبد في حالة من الانتباه واليقظة.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال حين يسمع الأذان: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حجبت عنه النار وأدخل الجنة”.
7. الدعاء عند الاستيقاظ من النوم:
يُعد هذا الوقت من الأوقات المستحبة للدعاء، حيث يكون العبد قد استيقظ من نومته وقد طهر فؤاده من ذنوب الليل.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند الاستيقاظ من نومه: “الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور”.
الخاتمة:
الدعاء عبادة عظيمة ومهمة، ويجب على المسلم أن يكثر من الدعاء في جميع الأوقات والأحوال، وأن يدعو الله تعالى بما يحب ويرضى، وأن يلح في دعائه ولا ييأس، وأن يتيقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه في الوقت الذي يراه مناسبًا.