المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فيلجأ المسلمون في كل نواحي حياتهم إلى الله عز وجل، طالبين منه العون والتوفيق، ولا سيما في الأمور الهامة والمصيرية، ولعل من أهم هذه الأمور الدراسة والتحصيل العلمي، ففيها يتم بناء مستقبل الفرد والمجتمع، ولذا فإن من المناسب أن يلجأ المسلم إلى الله عز وجل ويدعوه أن يرزقه التوفيق في دراسته وأن يعينه على اجتياز الاختبارات بنجاح.
أولاً: فضل العلم والتعلم في الإسلام:
1. حث الإسلام على طلب العلم والتعلم، وجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (الزمر: 9).
2. جعل الله عز وجل للعلم والعلماء مكانة عظيمة، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11).
3. جعل الله عز وجل العلم نورًا يهدي به عباده، قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (النور: 35).
ثانيًا: أهمية الدراسة والتحصيل العلمي في حياة الفرد والمجتمع:
1. الدراسة والتحصيل العلمي هي مفتاح النجاح في الحياة، فهي تمكن الفرد من اكتساب المهارات والمعارف الضرورية للعمل والإنتاج.
2. الدراسة والتحصيل العلمي تساعد الفرد على فهم العالم من حوله، وتجعله أكثر وعياً بمسؤولياته تجاه مجتمعه.
3. الدراسة والتحصيل العلمي تساعد الفرد على تطوير شخصيته وبناء ثقافته، وتجعله أكثر انفتاحًا وتسامحًا مع الآخرين.
ثالثًا: أسباب اللجوء إلى الله عز وجل في الدراسة:
1. لأن الله عز وجل هو وحده القادر على تيسير الأمور وتسهيلها، وهو القائل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (الطلاق: 2).
2. لأن الله عز وجل هو وحده القادر على حفظ المعلومات في الذهن وتثبيتها، وهو القائل: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} (الجن: 16).
3. لأن الله عز وجل هو وحده القادر على إزالة القلق والتوتر من قلب الطالب، وإعطائه الطمأنينة والسكينة، وهو القائل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28).
رابعًا: الأدعية المأثورة التي يمكن للطالب الدعاء بها:
1. الدعاء الوارد في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة: 6).
2. الدعاء الوارد في سورة البقرة: {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} (البقرة: 201).
3. الدعاء الوارد في سورة آل عمران: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} (طه: 25-28).
خامسًا: آداب الدعاء:
1. الإخلاص لله عز وجل عند الدعاء، وعدم الشرك به.
2. حضور القلب عند الدعاء، وعدم الانشغال عنه بأي شيء آخر.
3. رفع اليدين عند الدعاء، والتوجه به إلى القبلة.
4. الدعاء بصوت خفيض، وعدم الجهر به.
5. الإلحاح في الدعاء، وعدم اليأس منه مهما طال الزمن.
سادسًا: كيفية الاستعداد للاختبارات:
1. المراجعة المستمرة للمواد الدراسية طوال الفصل الدراسي، وعدم الاكتفاء بالمراجعة في اللحظات الأخيرة.
2. حل الامتحانات السابقة والتدريبات المختلفة، مما يساعد الطالب على التعرف على نوعية الأسئلة التي قد ترد في الامتحان.
3. أخذ قسط كافٍ من النوم في الليلة السابقة للامتحان، وتناول وجبة إفطار خفيفة وصحية.
سابعًا: نصائح للطلاب في يوم الامتحان:
1. الوصول إلى مكان الامتحان مبكرًا، لتجنب القلق والتوتر.
2. قراءة ورقة الامتحان بعناية، وفهم الأسئلة جيدًا قبل البدء في الإجابة.
3. تنظيم الوقت بشكل جيد، وتخصيص وقت كافٍ لكل سؤال.
4. مراجعة الإجابات جيدًا قبل تسليم ورقة الامتحان.
الخاتمة:
ختامًا، فإن الدراسة والتحصيل العلمي من الأمور الهامة والمصيرية في حياة الفرد والمجتمع، ويجب على الطالب أن يبذل قصارى جهده في دراسته وأن يلجأ إلى الله عز وجل ويدعوه أن يرزقه التوفيق وأن يعينه على اجتياز الاختبارات بنجاح، وأن يتوكل على الله عز وجل وحده فهو وحده القادر على تيسير الأمور وتسهيلها.
أسأل الله عز وجل أن يوفق جميع الطلاب والطالبات في دراستهم وأن يرزقهم التوفيق والنجاح، وأن يجعلهم من النافعين لدينهم ووطنهم وأمتهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.