اللهم إني استودعتك نفسي من ذل الحياة
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إن الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان، مليئة بالتحديات والصعوبات. وقد نتعرض في حياتنا إلى الكثير من المواقف التي تسبب لنا الحزن والضيق والذل. ففي هذه اللحظات الصعبة، لا نجد ملجأ ولا ملاذًا إلا عند الله تعالى.
البلاء والابتلاء
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 155). إن البلاء والابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه. وهو تعالى يبتلي عباده ليختبر صبرهم وثباتهم على الإيمان. فالمؤمن الصابر هو الذي يصبر على البلاء ولا يتذمر ولا يقنط من رحمة الله.
اللجوء إلى الله تعالى
عندما نتعرض للبلاء والابتلاء، فإن ملجأنا الوحيد هو الله تعالى. فهو تعالى القادر على رفع البلاء وتفريج الكرب. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ” (الروم: 33).
التوكل على الله تعالى
من أهم الأمور التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في مواجهة البلاء والابتلاء هو التوكل على الله تعالى. فالتوكل هو الاعتماد على الله تعالى في جلب النفع ودفع الضر. والتوكّل على الله تعالى لا ينافي الأخذ بالأسباب، بل يجب على المؤمن أن يأخذ بالأسباب المشروعة وأن يبذل جهده لتحسين وضعه، ولكن مع التوكل على الله تعالى في أن يوفق مساعيه ويحقق له ما يصبو إليه.
الاستغفار والتوبة
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ” (الشورى: 30). إن الكثير من المصائب والمصاعب التي نتعرض لها في حياتنا سببها ذنوبنا ومعاصينا. لذلك، من الضروري أن نلجأ إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار حتى يغفر لنا ذنوبنا ويرفع عنا البلاء والضرر.
الصبر والتحمل
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 155). إن الصبر هو أحد أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في مواجهة البلاء والابتلاء. والصبر هو حبس النفس عن الجزع والشكوى عند نزول المصائب.
الدعاء والابتهال
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (البقرة: 186). إن الدعاء والابتهال إلى الله تعالى من أهم الوسائل التي يجب على المؤمن اللجوء إليها في مواجهة البلاء والابتلاء. فالدعاء هو سلاح المؤمن، وهو وسيلة للتواصل مع الله تعالى وطلب العون والمساعدة منه.
الخاتمة
إن الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان، مليئة بالتحديات والصعوبات. وقد نتعرض في حياتنا إلى الكثير من المواقف التي تسبب لنا الحزن والضيق والذل. ولكن في هذه اللحظات الصعبة، لا نجد ملجأ ولا ملاذًا إلا عند الله تعالى. وهو تعالى القادر على رفع البلاء وتفريج الكرب. لذلك، يجب علينا أن نلجأ إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار والصبر والدعاء والابتهال حتى يغفر لنا ذنوبنا ويرفع عنا البلاء والضرر.