اللهم عافنا مما ابتليت به غيرنا وفضلنا

اللهم عافنا مما ابتليت به غيرنا وفضلنا

مُقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فإن الله تعالى قد ابتلى الناس بأنواع مختلفة من البلايا والابتلاءات، منها ما هو ظاهر ومنها ما هو خفي، ومنها ما هو عام ومنها ما هو خاص، ومنها ما هو شديد ومنها ما هو يسير، ومنها ما هو مؤلم ومنها ما هو مفرح، ومنها ما هو مفيد ومنها ما هو ضار، ومنها ما هو نافع ومنها ما هو ضار، ومنها ما هو خير ومنها ما هو شر، ومنها ما هو رحمة ومنها ما هو عذاب، ومنها ما هو نعمة ومنها ما هو نقمة، ومنها ما هو فتنة ومنها ما هو بلاء.

العفو من البلاء

والعفو من البلاء هو رفع البلاء عن العبد، وهو من أعظم النعم التي ينعم الله بها على عباده، فمن عافاه الله من البلاء فقد أعطاه نعمة عظيمة، ومن ابتلى الله عبده ببلاء ثم عافاه منه فقد من عليه بنعمتين عظيمتين، الأولى نعمة العافية من البلاء، والثانية نعمة رفع البلاء عنه.

والمؤمن إذا ابتلي ببلاء فعليه أن يصبر ويرضى بقضاء الله وقدره، وأن يدعو الله تعالى أن يعافيه من البلاء، وأن يرفع عنه البلاء، وأن يبدله بنعمة خير من البلاء، وأن يجعل البلاء كفارة لذنوبه، وأن يجعله سبباً في رفعة درجاته في الجنة.

أقسام البلاء

وينقسم البلاء إلى قسمين:

البلاء الظاهر: وهو البلاء الذي يظهر على الجسد أو المال أو الأهل أو الأولاد أو غير ذلك من الأمور الظاهرة.

البلاء الخفي: وهو البلاء الذي لا يظهر على الجسد أو المال أو الأهل أو الأولاد أو غير ذلك من الأمور الظاهرة، ولكنه يظهر في القلب أو النفس أو الروح.

أنواع البلاء

وينقسم البلاء إلى أنواع كثيرة، منها:

الابتلاء بالمرض: وهو من أشد أنواع البلاء، وهو يبتلى به كثير من الناس، وقد يكون المرض شديداً أو خفيفاً، وقد يكون مؤلماً أو غير مؤلم، وقد يكون مفيداً أو ضاراً، وقد يكون نافعاً أو ضاراً، وقد يكون خيراً أو شراً، وقد يكون رحمة أو عذاباً، وقد يكون نعمة أو نقمة، وقد يكون فتنة أو بلاءً.

الابتلاء بالفقر: وهو من أنواع البلاء الشديد، وهو يبتلى به كثير من الناس، وقد يكون الفقر شديداً أو خفيفاً، وقد يكون مؤلماً أو غير مؤلم، وقد يكون مفيداً أو ضاراً، وقد يكون نافعاً أو ضاراً، وقد يكون خيراً أو شراً، وقد يكون رحمة أو عذاباً، وقد يكون نعمة أو نقمة، وقد يكون فتنة أو بلاءً.

الابتلاء بالكفر: وهو من أنواع البلاء العظيم، وهو يبتلى به من لا يؤمن بالله تعالى، وهو من أشد أنواع البلاء، وقد يكون الكفر شديداً أو خفيفاً، وقد يكون مؤلماً أو غير مؤلم، وقد يكون مفيداً أو ضاراً، وقد يكون نافعاً أو ضاراً، وقد يكون خيراً أو شراً، وقد يكون رحمة أو عذاباً، وقد يكون نعمة أو نقمة، وقد يكون فتنة أو بلاءً.

الابتلاء بالظلم: وهو من أنواع البلاء الشديد، وهو يبتلى به كثير من الناس، وقد يكون الظلم شديداً أو خفيفاً، وقد يكون مؤلماً أو غير مؤلم، وقد يكون مفيداً أو ضاراً، وقد يكون نافعاً أو ضاراً، وقد يكون خيراً أو شراً، وقد يكون رحمة أو عذاباً، وقد يكون نعمة أو نقمة، وقد يكون فتنة أو بلاءً.

الابتلاء بالفتنة: وهي من أنواع البلاء العظيم، وهي تبتلى بها قلوب الناس، وقد تكون الفتنة شديدة أو خفيفة، وقد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة، وقد تكون مفيدة أو ضارة، وقد تكون نافعة أو ضارة، وقد تكون خيراً أو شراً، وقد تكون رحمة أو عذاباً، وقد تكون نعمة أو نقمة، وقد تكون فتنة أو بلاءً.

حكم البلاء

وحكم البلاء على العبد أنه قد يكون خيراً وقد يكون شراً، فإذا كان البلاء بسبب معصية العبد لله تعالى فهو شرٌ عليه، وإذا كان البلاء بسبب طاعة العبد لله تعالى فهو خيرٌ عليه، وقد يكون البلاء بسبب ابتلاء العبد واختبار صبره على طاعة الله تعالى، وقد يكون البلاء بسبب رحمة الله تعالى بالعبد ورفع درجاته في الجنة، وقد يكون البلاء بسبب عذاب الله تعالى للعبد وجعله عبرةً لغيره.

فضل العفو من البلاء

والعفو من البلاء فضلٌ عظيم من الله تعالى على عباده، فمن عافاه الله من البلاء فقد أعطاه نعمة عظيمة، ومن ابتلى الله عبده ببلاء ثم عافاه منه فقد من عليه بنعمتين عظيمتين، الأولى نعمة العافية من البلاء، والثانية نعمة رفع البلاء عنه.

والمؤمن إذا ابتلي ببلاء فعليه أن يصبر ويرضى بقضاء الله وقدره، وأن يدعو الله تعالى أن يعافيه من البلاء، وأن يرفع عنه البلاء، وأن يبدله بنعمة خير من البلاء، وأن يجعل البلاء كفارة لذنوبه، وأن يجعله سبباً في رفعة درجاته في الجنة.

فضل التفضيل على غيرنا

والتفضل على غيرنا فضلٌ عظيم من الله تعالى على عباده، فمن فضل الله تعالى على عبده أن عافاه من البلاء الذي ابتلى به غيره، وأن أعطاه نعمة لم يعطها لغيره، وأن رزقه رزقاً لم يرزقه لغيره، وأن وفقه لطاعة لم يوفق إليها غيره، وأن من عليه بنعمة لم يمن بها على غيره.

أضف تعليق