المقدمة:
اللهم، أنت الرحمن الرحيم، أنت الذي خلقتنا ورزقتنا، وأنت الذي تحفظنا وتكلؤنا، إليك نرفع أكف الضراعة والإلحاح، راجين منك اللطف والرحمة، فاحفظنا بعينك التي لا تنام، وأسألك أن تستودع نفسي وأولادي إليك، فارحمنا يا أرحم الراحمين.
1. حفظ الله للعبد:
– إن الله عز وجل هو الحافظ لعباده، فهو الذي يحفظهم من كل شر ومكروه، قال تعالى: “وحفظكم الله وهو السميع العليم” [الأنفال: 49].
– ومن حفظ الله لعبده أن يوفقه لطاعته، ويصرفه عن معصيته، قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب” [الطلاق: 2-3].
– إن حفظ الله لعبده لا يقتصر على الدنيا، بل يتعداه إلى الآخرة، قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا” [الطلاق: 4].
2. فضل الاستوداع عند الله:
– إن الاستوداع عند الله من أفضل الأعمال وأحبها إليه، قال صلى الله عليه وسلم: “من استودع الله نفسه حفظه” [رواه أبو داود].
– ومن فضل الاستوداع عند الله أنه سبب لدفع البلاء وكشف الكرب، قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا” [الطلاق: 4].
– إن الاستوداع عند الله سبب لسعادة العبد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “ومن يتق الله يجعله على صراط مستقيم” [الطلاق: 5].
3. آداب الاستوداع عند الله:
– أن يكون العبد مخلصًا في استوداعه لله، ولا يستودعه إلا خالصًا لوجهه الكريم.
– أن يكون العبد متيقنًا بقدرة الله وحفظه، وأنه لا ضائع عنده ولا مفقود.
– أن يلزم العبد باب الله بالدعاء والاستغفار، ويستعين بالله على طاعته.
4. دعاء الاستوداع:
– اللهم إني أستودعتك نفسي وأولادي، فاحفظنا بعينك التي لا تنام.
– اللهم إني أسألك أن ترزقني وإياهم التقوى، وأن تصرف عنا شرور الدنيا والآخرة.
– اللهم إني أسألك أن تجعلنا من عبادك المتقين، وأن ترزقنا الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين.
5. قصص عن حفظ الله لعباده:
– قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حين ألقي في البئر ثم بيع عبدا، ثم سجن ظلما، ولكنه في كل هذه المحن بقي متوكلاً على الله، فحفظه الله وأنجاه.
– قصة سيدنا موسى عليه السلام، حين هرب من فرعون وأتباعه، فشق الله له البحر، وأنجاه من الغرق.
– قصة سيدنا يونس عليه السلام، حين ابتلعه الحوت، فلجأ إلى الله تعالى بالدعاء، فحفظه الله وأنجاه.
6. حفظ الله للأولاد:
– إن الله عز وجل هو الحافظ للأولاد، كما هو الحافظ للوالدين، قال تعالى: “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما إن الله كان عليمًا خبيرًا” [النساء: 35].
– ومن حفظ الله للأولاد أن يوفقهم لطاعته، ويصرفهم عن معصيته، قال تعالى: “ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم” [البقرة: 128].
– إن حفظ الله للأولاد لا يقتصر على الدنيا، بل يتعداه إلى الآخرة، قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب” [الطلاق: 2-3].
7. حفظ الله لجميع خلقه:
– إن الله عز وجل هو الحافظ لجميع خلقه، قال تعالى: “ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون” [هود: 123].
– ومن حفظ الله لجميع خلقه أنه خلق لهم الأرض وما عليها من نعم ورزق، قال تعالى: “والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون” [الحجر: 19].
– إن حفظ الله لجميع خلقه لا يقتصر على الدنيا، بل يتعداه إلى الآخرة، قال تعالى: “والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه” [البينة: 7-8].
الخاتمة:
اللهم إنا نستودعك أنفسنا وأولادنا وأهلينا وأموالنا، فاحفظنا بعينك التي لا تنام، وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، آمين.