اللهم إني أستودعك زوجي وأولادي
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،
فإن أعظم ما يحرص عليه المرء في هذه الحياة هو أهله وأولاده، فهم أغلى ما يملك، وهم سبب سعادته وفرحته، ولذلك فإن من أعظم الأدعية التي يدعو بها المسلم أن يستودع الله تعالى زوجته وأولاده، وأن يحفظهم من كل سوء، ومن كل مكروه.
أولاً: فضل الاستوداع عند الله تعالى
1. الاستوداع عند الله تعالى هو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لرحمته ورضاه.
2. من استودع الله تعالى أهله وأولاده فقد استودعهم عند خير حافظ، وهو سبحانه وتعالى لا تضيع عنده الودائع.
3. من استودع الله تعالى أهله وأولاده فقد استودعهم عند من يقدر على حفظهم من كل سوء، ومن كل مكروه.
ثانيًا: آداب الاستوداع عند الله تعالى
1. أن يكون الاستوداع خالصًا لله تعالى، وأن يكون المرء موقنًا بأن الله تعالى هو خير حافظ، وأنه سبحانه وتعالى لا تضيع عنده الودائع.
2. أن يكون الاستوداع مصحوبًا بالدعاء إلى الله تعالى، بأن يحفظ أهله وأولاده من كل سوء، ومن كل مكروه.
3. أن يكون الاستوداع مصحوبًا باليقين بأن الله تعالى سيحفظ أهله وأولاده، وأنهم في عنايته ورعايته.
ثالثًا: دعاء الاستوداع
1. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: “اللهم إني أستودعك زوجي وأولادي، اللهم احفظهم من كل سوء، ومن كل مكروه”.
2. ومن الأدعية المأثورة في الاستوداع أيضًا: “اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وولدي، اللهم احفظهم بحفظك الذي لا يرام، وارعهم بعينك التي لا تنام”.
3. ومن الأدعية المأثورة في الاستوداع أيضًا: “اللهم إني أستودعك قلبي فلا تضله، وأستودعك سمعي وبصري فلا تجعلهما يسمعان وينظران إلى ما يغضبك، وأستودعك لساني فلا تجعله ينطق بما يسخطك”.
رابعًا: كيفية الاستوداع عند الله تعالى
1. يمكن للمرء أن يستودع الله تعالى أهله وأولاده في أي وقت، وفي أي مكان.
2. ومن المستحب أن يستودع المرء الله تعالى أهله وأولاده عند النوم، وعند الخروج من المنزل، وعند السفر.
3. ومن المستحب أيضًا أن يستودع المرء الله تعالى أهله وأولاده في دعاء القنوت، وفي دعاء الاستفتاح، وفي دعاء الختم.
خامسًا: ثمار الاستوداع عند الله تعالى
1. من استودع الله تعالى أهله وأولاده فقد وفقه الله تعالى إلى حفظهم من كل سوء، ومن كل مكروه.
2. من استودع الله تعالى أهله وأولاده فقد رضي الله تعالى عنه، وأثابه على ذلك الثواب العظيم.
3. من استودع الله تعالى أهله وأولاده فقد طمأن قلبه، واستقر باله، وعاش في سعادة وراحة بال.
سادسًا: قصص من الواقع
1. روي عن أحد الصالحين أنه كان يستودع الله تعالى أهله وأولاده كل يوم، وكان يقول: “اللهم إنك تعلم أني أحبهم، وأنهم أغلى ما أملك، فاحفظهم بحفظك الذي لا يرام، وارعهم بعينك التي لا تنام”.
2. وفي يوم من الأيام خرج هذا الصالح من منزله، وهو متوجه إلى المسجد، وفي الطريق تعرض له لصوص، وأرادوا أن يقتلوه، ولكن الله تعالى نجاه منهم، وحفظه بعنايته ورعايته.
3. وعندما عاد هذا الصالح إلى منزله وجد أهله وأولاده سالمين، فحمد الله تعالى على ذلك، وقال: “الحمد لله الذي حفظ أهلي وأولادي، ونجاهم من كل سوء”.
سابعًا: الخاتمة
إن الاستوداع عند الله تعالى هو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لرحمته ورضاه، ولذلك فإن من أعظم الأدعية التي يدعو بها المسلم أن يستودع الله تعالى زوجته وأولاده، وأن يحفظهم من كل سوء، ومن كل مكروه.