اللهم اني استودعك اهلي

اللهم اني استودعك اهلي

اللهم إني أستودعك أهلي

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم ما يقلق المسلم في حياته هو الخوف على أهله وماله وولده، وذلك لأنهم أغلى ما يملك في هذه الدنيا، لذا فإن المسلم يلجأ إلى الله تعالى ويستودعه إياهم، ويطلب منه أن يحفظهم ويصونهم من كل شر، وهذا ما نتعرض له في هذا المقال.

أولاً: معنى الاستوداع:

الاستوداع في اللغة: هو حفظ الشيء وتسليمه إلى الغير ليحفظه، أما الاستوداع في الشرع: فهو جعل الشيء في يد الأمين ليحفظه ويرده متى طلب منه ذلك، والله تعالى هو خير المستودعين، وهو الذي لا تضيع عنده الودائع، وهو الذي يحفظ عباده ويصونهم من كل شر، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَسْتَوْدِعُكُمُ الْأَمَانَاتِ}.

ثانيًا: حكم الاستوداع عند الله تعالى:

الاستوداع عند الله تعالى مندوب إليه، بل إنه واجب في بعض الأحيان، كأن يستودع المسلم ماله أو ولده عند شخص غير أمين، أو أن يكون المسلم في خطر أو شدة ويخشى على نفسه أو على أهله وماله، فيجوز له أن يستودعهم عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يمسي: اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وأهلي ومالي، فإن الله يحفظهم تلك الليلة”، وقال أيضًا: “من قال حين يصبح: اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وأهلي ومالي، فإن الله يحفظهم تلك الليلة”.

ثالثًا: فضل الاستوداع عند الله تعالى:

للاستوداع عند الله تعالى فضل عظيم، فهو يوجب على الله تعالى حفظ العبد وأهله وماله وولده من كل شر، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِرَبِّهِمْ لَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}، وقال أيضًا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.

رابعًا: كيفية الاستوداع عند الله تعالى:

يستودع المسلم أهله وماله وولده عند الله تعالى بأن يقول: “اللهم إني أستودعك أهلي ومالي وولدي”، أو يقول: “اللهم إني أستودعك أهلي وذريتي”، أو يقول: “اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي”، ولا يشترط في ذلك صيغة معينة، ولكن الأفضل أن يقول المسلم الدعاء الذي ورد في السنة النبوية، وهو: “اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وأهلي ومالي”، ويجوز للمسلم أن يستودع عند الله تعالى ما شاء من ماله أو ولده أو أهله، ولا حرج عليه في ذلك.

خامسًا: أوقات الاستوداع عند الله تعالى:

يستحب للمسلم أن يستودع عند الله تعالى أهله وماله وولده في كل وقت، ولكن هناك أوقات يسن فيها الاستوداع أكثر من غيرها، ومن هذه الأوقات:

عند النوم: يستحب للمسلم أن يستودع عند الله تعالى أهله وماله وولده قبل أن ينام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يمسي: اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وأهلي ومالي، فإن الله يحفظهم تلك الليلة”، وقال أيضًا: “من قال حين يصبح: اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وأهلي ومالي، فإن الله يحفظهم تلك الليلة”.

عند السفر: يستحب للمسلم أن يستودع عند الله تعالى أهله وماله وولده قبل أن يسافر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا خرج أحدكم في سفر فليقل: اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي، فإن مت في سفري هذا أو رجعت فإني أسألك أن تغفر لي ذنوبي، وأن ترزقني من فضلك، وأن تحفظني من كل سوء”، وقال أيضًا: “إذا خرج أحدكم في سفر فليقل: اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومالي، وأستودعتك ديني وأمانتي وخلفي، اللهم احفظني في سفري هذا، وارزقني فيه، وبارك لي فيه”.

عند الخوف والشدائد: يستحب للمسلم أن يستودع عند الله تعالى أهله وماله وولده عند الخوف والشدائد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خاف على نفسه أو على ماله أو على أهله شيئًا فليقل: اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وأهلي ومالي، اللهم احفظني من كل سوء”، وقال أيضًا: “من قال في دبر كل صلاة: اللهم إني أستودعك ديني وأمانتي وخواتيم عملي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي، ولا حول ولا قوة إلا بك، فإن الله يحفظه من كل سوء”.

سادسًا: دعاء الاستوداع:

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أدعية للاستوداع، ومن هذه الأدعية:

“اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وأهلي ومالي، اللهم احفظني من كل سوء”.

“اللهم إني أستودعك أهلي وذريتي، اللهم احفظهم من كل سوء”.

“اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي، وأستودعتك ديني وأمانتي وخلفي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي، ولا حول ولا قوة إلا بك”.

“اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومالي، وأستودعتك ديني وأمانتي وخلفي، اللهم احفظني في سفري هذا، وارزقني فيه، وبارك لي فيه”.

“اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي، اللهم احفظني من كل سوء، اللهم اكفني شر الجن والإنس”.

سابعًا: الخاتمة:

وفي الختام، فإن الاستوداع عند الله تعالى من العبادات العظيمة التي لها فضل كبير، وهو من أسباب حفظ الله تعالى للعبد وأهله وماله وولده من كل شر، فينبغي للمسلم أن يكثر من الاستوداع عند الله تعالى في كل وقت، وأن يدعو الله تعالى بأن يحفظ أهله وماله وولده من كل سوء، وأن يرزقهم من فضله، وأن يقيهم شر الجن والإنس.

أضف تعليق