اللهم اني استودعك عائلتي

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي

المُقدِّمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الإنسان في هذه الحياة الدنيا معرض لكثير من المخاطر والابتلاءات، وقد أمرنا الله تعالى بالالتجاء إليه والاستعاذة به من شرور خلقه، قال تعالى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى العُقَدِ} [الفلق: 4]، وقال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]، وقال تعالى: {وَمِن شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ} [الفلق: 6].

ومن أعظم ما يتعرض له الإنسان في هذه الحياة شرور الجن والإنس، وقد أمرنا الله تعالى باللجوء إليه والاستعاذة به منهم، قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]، وقال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97]، وقال تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} [القلم: 51].

ومن أعظم ما يتعرض له الإنسان في هذه الحياة شرور النفس الأمارة بالسوء، وقد أمرنا الله تعالى بالجهاد ضدها، قال تعالى: {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ العالمِينَ} [العنكبوت: 6]، وقال تعالى: {وَأَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى} [النازعات: 40-41].

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي.. دُعاء شاملٌ لجميع أفراد العائلة:

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي”، وهذا الدُّعاء شاملٌ لجميع أفراد العائلة، فهو دعاء لزوجته وأولاده ووالديه وإخوته وأخواته وأقاربه وأصدقائه، وهو دعاء للحماية والحفظ من جميع الشرور والابتلاءات.

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي.. الركن الأول: الإسلام:

ومن أجل أن نحافظ على عائلتنا من جميع الشرور والابتلاءات، علينا أن ننشئها على الإسلام الصحيح، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، وهذا يعني أننا يجب أن نحرص على تعليم أبنائنا وبناتنا العقيدة الصحيحة، وأن نربيهم على الأخلاق الحميدة، وأن نحثهم على طاعة الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي.. الركن الثاني: التربية:

ومن أجل أن نحافظ على عائلتنا من جميع الشرور والابتلاءات، علينا أن نربيها على التربية الصالحة، قال تعالى: {وَأْمُر أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]، وهذا يعني أننا يجب أن نحرص على تعليم أبنائنا وبناتنا الصلاة والزكاة والصيام والحج، وأن نربيهم على الصدق والأمانة والوفاء والعفة والشجاعة، وأن نحثهم على الاهتمام بالعلم والمعرفة.

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي.. الركن الثالث: الحنان والعطف:

ومن أجل أن نحافظ على عائلتنا من جميع الشرور والابتلاءات، علينا أن نعاملهم بالحنان والعطف والرحمة، قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، وهذا يعني أننا يجب أن نحرص على إظهار محبتنا وتقديرنا لزوجاتنا وأبنائنا وبناتنا ووالدينا وإخوتنا وأخواتنا وأقاربنا وأصدقائنا، وأن نعاملهم باللطف واللين والحكمة، وأن نحل مشاكلهم ونقف إلى جانبهم في أوقات الشدة والضراء.

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي.. الركن الرابع: الاحترام والتقدير:

ومن أجل أن نحافظ على عائلتنا من جميع الشرور والابتلاءات، علينا أن نعاملهم بالاحترام والتقدير، قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا الجَنَاحَ ذُلًّا مِّنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24]، وهذا يعني أننا يجب أن نحرص على إظهار احترامنا وتقديرنا لزوجاتنا وأبنائنا وبناتنا ووالدينا وإخوتنا وأخواتنا وأقاربنا وأصدقائنا، وأن نستمع إلى آرائهم ونقدرها، وأن لا نستهزئ بهم أو نحتقرهم أو نذلهم.

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي.. الركن الخامس: العدل والإنصاف:

ومن أجل أن نحافظ على عائلتنا من جميع الشرور والابتلاءات، علينا أن نعاملهم بالعدل والإنصاف، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِى اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3]، وهذا يعني أننا يجب أن نحرص على معاملة زوجاتنا وأبنائنا وبناتنا ووالدينا وإخوتنا وأخواتنا وأقاربنا وأصدقائنا بالعدل والإنصاف، وأن لا نفضل بعضهم على بعض في المعاملة.

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي.. الركن السادس: التعاون:

ومن أجل أن نحافظ على عائلتنا من جميع الشرور والابتلاءات، علينا أن نتعاون مع بعضنا البعض، قال تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]، وهذا يعني أننا يجب أن نحرص على التعاون مع زوجاتنا وأبنائنا وبناتنا ووالدينا وإخوتنا وأخواتنا وأقاربنا وأصدقائنا في جميع أمور الحياة، وأن نساعد بعضنا البعض في حل المشاكل والتغلب على الصعوبات.

اللّٰهُــــــمَّ إنِّــــي أستودعكَ عائلتي.. الركن السابع: الدعاء:

ومن أجل أن نحافظ على عائلتنا من جميع الشرور والابتلاءات، علينا أن ندعو الله تعالى لهم، قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *