اللهم إني أستودعك من أحب
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن من أعظم ما يعانيه المسلم في هذه الحياة الدنيا هو فراق من يحب، سواء كان ذلك الفراق بالموت أو بالسفر أو بأي سبب آخر. ولذا شرع الله تعالى للمسلمين دعاء جميلًا يدعون به عند فراق من يحبون، وهو دعاء “اللهم إني أستودعك من أحب”.
ويكون الدعاء كالتالي:
اللهم إني أستودعك من أحب فاحفظه بحفظك واحرسه بعينك التي لا تنام.
أقسام الاستوداع:
ينقسم الاستوداع إلى قسمين: استوداع الأمانات واستوداع الأحباب.
أولاً: استوداع الأمانات:
وهو أن يضع الإنسان شيئًا ثمينًا عند شخص آخر ليحافظ عليه ويرده إليه عند طلبه. وقد شرع الله تعالى استوداع الأمانات عند الأمناء، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90].
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يودع أصحابه ويوصيهم بأماناتهم، فكان إذا أراد السفر يقول: “اللهم إني أستودعك أهلي ومالي وبلدي”.
ثانيًا: استوداع الأحباب:
وهو أن يضع الإنسان من يحب في عِناية الله تعالى وحفظه. وقد شرع الله تعالى للمسلمين دعاء جميلًا يدعون به عند فراق من يحبون، وهو دعاء “اللهم إني أستودعك من أحب”.
فضل دعاء اللهم إني أستودعك من أحب:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا ودع الرجل أخاه المسلم فقال: اللهم إني أستودعك دينه وأمانته وخلقه، قال الله تعالى: قد استودعتني عبدي، وأنا أجير عليه”.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا دعا بهذه الأدعية: (اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وبلدي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.
آداب دعاء اللهم إني أستودعك من أحب:
ينبغي للمسلم أن يتأدب عند الدعاء بدعاء “اللهم إني أستودعك من أحب” بأن يكون:
1. خاشعًا متضرعًا إلى الله تعالى.
2. موقنًا بالإجابة وراضياً بقضاء الله تعالى.
3. ذاكرًا لمن يحب بالدعاء له بالخير والهداية والعافية.
مواقف يمكن فيها الدعاء بدعاء اللهم إني أستودعك من أحب:
1. عند سفر من تحب.
2. عند مرض من تحب.
3. عند تعرض من تحب لأي مكروه.
4. عند فراق من تحب لأي سبب كان.
خاتمة:
أنّ دعاء “اللهم إني أستودعك من أحب” من الأدعية المباركة التي ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء بها عند فراق من يحب. فإن الله تعالى هو خير من استودع إليه الأحباب، وهو وحده القادر على حفظهم ورعايتهم.
نسأل الله تعالى أن يحفظ من نحب وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم.