اللهم اني عبدك ابن عبدك ماض في حكمك

﴿ اللهم إني عبدك ابن عبدك ماض في حكمك ﴾

إن الحمد لله، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعله خليفة له في الأرض، وكرمه على سائر المخلوقات، وأرسل إليه الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين، وداعين إلى توحيده وعبادته وحده لا شريك له، وإلى اتباع سننه وقوانينه، والعمل بشريعته.

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم دعاءً عظيمًا يردده المسلمون كثيرًا، وهو قوله:

﴿ اللهم إني عبدك ابن عبدك ماض في حكمك عدل في قضائك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ﴾

وسوف نتناول في هذا المقال شرح هذا الدعاء العظيم، وبيان فضله وخصائصه، وكيفية تطبيقه في حياتنا اليومية.

أولاً: معنى الدعاء ومفهومه:

﴿ اللهم إني عبدك ابن عبدك ﴾:

هذا هو أول جزء من الدعاء، وهو اعتراف من العبد بأن الله سبحانه وتعالى هو خالقه ومالكه، وأنه عبد له، وأن جميع أفعاله وأقواله وأحواله منوطة بإرادة الله وقضائه وقدره.

﴿ ماض في حكمك ﴾:

أي مستسلم لحكمك وقضائك، وأني راضٍ بهما، وأعلم أنه لا مرد لقضاء الله، وأنه لا يمكن لأحد أن يغيره أو يبدله.

﴿ عدل في قضائك ﴾:

أي أن قضاء الله سبحانه وتعالى عدل لا ظلم فيه ولا جور، وأنه لا يحاسب أحدًا إلا بما يستحقه، ولا يعاقب أحدًا إلا على قدر ذنبه.

ثانيًا: فضل الدعاء وخصائصه:

إن هذا الدعاء العظيم له فضل كبير وخصائص عديدة، منها:

1. أنه من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رواه عنه كثير من الصحابة والتابعين.

2. أنه دعاء جامع يتضمن كل خير الدنيا والآخرة، فهو يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يجعل القرآن ربيع قلبه ونور صدره وجلاء حزنه وذهاب همه.

3. أنه دعاء شامل يتناول جميع جوانب حياة الإنسان، فهو يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يهديه ويوفقه في دينه ودنياه، وأن يعافيه من الأمراض والأسقام، وأن يرزقه رزقًا طيبًا مباركًا.

ثالثًا: كيفية تطبيق الدعاء في حياتنا اليومية:

1. أن نردد هذا الدعاء كثيرًا في أوقات العبادات، مثل الصلاة والدعاء والمناجاة، وفي أوقات الشدة والضيق والمحن.

2. أن نعمل بما جاء في هذا الدعاء، فنجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، ونعمل بما فيه من أوامر ونواهٍ.

3. أن نكون راضين بقضاء الله وقدره، وأن لا نجزع ولا نيأس عند نزول المصائب والمحن، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى هو خير حافظ ووكيل.

رابعًا: شرح قوله: ﴿ أسألك بكل اسم هو لك ﴾:

في هذا الجزء من الدعاء يدعو العبد ربه سبحانه وتعالى بكل اسم هو له، سواء كان اسمًا علمًا أو اسمًا مشتقًا أو اسمًا ذاتيًا.

وهذا يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى وشمول علمه وقدرته، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

خامسًا: شرح قوله: ﴿ أو أنزلته في كتابك ﴾:

في هذا الجزء من الدعاء يدعو العبد ربه سبحانه وتعالى بكل اسم أنزله في كتابه العزيز، أي القرآن الكريم.

وهذا يدل على عظمة القرآن الكريم ومكانته العالية عند الله سبحانه وتعالى، وأنه كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

سادسًا: شرح قوله: ﴿ أو علمته أحدًا من خلقك ﴾:

في هذا الجزء من الدعاء يدعو العبد ربه سبحانه وتعالى بكل اسم علمه أحدًا من خلقه، سواء كان نبيًا أو ملكًا أو عبدًا صالحًا.

وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة، وأنه يعلم ما كان وما يكون وما سيكون.

سابعًا: شرح قوله: ﴿ أو استأثرت به في علم الغيب عندك ﴾:

في هذا الجزء من الدعاء يدعو العبد ربه سبحانه وتعالى بكل اسم استأثر به في علم الغيب عنده، أي لم يعلمه لأحد من خلقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *