اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك وعدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته لأحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
المقدمة:
حمدًا لله وكفى، وسلامًا على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فإن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الكتب السماوية، وقد اشتمل على جميع ما يحتاجه الإنسان في حياته من هداية وتشريع، وقد وصفه الله تعالى بأنه هدى ورحمة للمؤمنين، وأنه شفاء لما في الصدور، وأنه نور يضيء به الإنسان ظلمات الحياة، ولذلك كان المسلمون منذ القدم يحرصون على تلاوة القرآن الكريم وتدبره وفهم معانيه والعمل بأحكامه، قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]
العناوين الفرعية:
1. فضل تلاوة القرآن الكريم:
– تلاوة القرآن الكريم عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]
– تلاوة القرآن الكريم سبب لمغفرة الذنوب وفوز العبد بالجنة، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف: 44]
– تلاوة القرآن الكريم سبب لدخول العبد في جوار الله تعالى، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَتْلُونَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُونَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: 29]
2. آداب تلاوة القرآن الكريم:
– يسن الوضوء والتوجه إلى القبلة عند تلاوة القرآن الكريم، قال تعالى: {وَلَا تَمَسُّوهُ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا مُتَطَهِّرِينَ} [الواقعة: 79]
– يستحب أن يكون المتل للقرآن على طهارة من الحدث الأكبر والأصغر، قال تعالى: {فَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [النساء: 43]
– يستحب أن يكون المتل للقرآن على طهارة من الدماء والنجاسات، قال تعالى: {وَلَوْ كَانُوا مُشْرِكِينَ لَأُغْلِقَتْ عَلَيْهِمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَمَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]
3. فوائد تلاوة القرآن الكريم:
– تلاوة القرآن الكريم سبب لزيادة الإيمان والتقوى في قلب العبد، قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]
– تلاوة القرآن الكريم سبب لزيادة العلم والمعرفة في قلب العبد، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]
– تلاوة القرآن الكريم سبب لزيادة البركة في البيت والرزق، قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]
4. أنواع تلاوة القرآن الكريم:
– التلاوة الجهرية: وهي أن يقرأ المتل القرآن برفع صوته، قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]
– التلاوة السرية: وهي أن يقرأ المتل القرآن بصوت خفيض، قال تعالى: {وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْقُرْآنَ سِرًّا وَجَهْرًا} [الأعراف: 205]
– التلاوة الحدرية: وهي أن يقرأ المتل القرآن بسرعة، قال تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: 20]
– التلاوة الترتيلية: وهي أن يقرأ المتل القرآن ببطء وترسيل، قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]
5. أحكام تلاوة القرآن الكريم:
– تجوز تلاوة القرآن الكريم في جميع الأوقات والأماكن، قال تعالى: {وَالْقُرْآنُ الْحَكِيمُ} [يس: 2]
– لا يجوز تلاوة القرآن الكريم في حال الحدث الأكبر أو الأصغر، قال تعالى: {فَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [النساء: 43]
– لا يجوز تلاوة القرآن الكريم في حال الحيض أو النفاس، قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222]
6. فضائل تلاوة القرآن الكريم:
– تلاوة القرآن الكريم سبب لدخول العبد الجنة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَتْلُونَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُونَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: 29]
– تلاوة القرآن الكريم سبب لزيادة حسنات العبد، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]
– تلاوة القرآن الكريم سبب لرفع مكانة العبد عند الله تعالى، قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]
7. الختام:
تعتبر تلاوة القرآن الكريم من العبادات العظيمة التي فرضها الله تعالى على عباده، وهي من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد أمر الله تعالى المسلمين بتلاوة القرآن الكريم وتدبره وفهم معانيه والعمل بأحكامه، وقد رتب الله تعالى على ذلك الكثير من الفضائل والمثوبات الع