العنوان: اللهم إني عبدك ابن عبدك
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد..
فقد حثنا نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وعلّمنا العديد من الأدعية المأثورة، ومن أجمل هذه الأدعية دعاء “اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.
1. فضل دعاء “اللهم إني عبدك ابن عبدك”:
– روى الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.
– إن هذا الدعاء من الأدعية الشاملة التي يجمع فيها العبد بين الاعتراف لله تعالى بالعبودية، والتسليم لحكمه وقضائه، والدعاء بأسمائه الحسنى، وطلب هداية القرآن الكريم.
– ورد في فضل هذا الدعاء أيضًا عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه قال: “إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمني كلمات أقولهن عند المساء والصباح: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم”.
2. معنى عبارة “اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك”:
– تعني هذه العبارة أن العبد يستشعر عبوديته لله تعالى، وأنه عبد من عباد الله، وأنه ابن عبد لله، وأن أمه عبدة من عباد الله.
– كما تعني أن العبد يقر بأن الله تعالى هو مالكه ومدبره، وأنه لا يملك لنفسه شيئًا، وأن كل ما يملكه هو لله تعالى.
– وتُذكر هذه العبارة العبد بأن الله تعالى هو الذي خلقه وأوجده، وأنه مالك حياته ومماته، وأنه هو الذي يرزقه ويهديه ويسدده.
3. معنى عبارة “ناصيتي بيدك”:
– تعني هذه العبارة أن الله تعالى هو الذي يتحكم في حياة العبد ومصيره، وأنه هو الذي يقدر له الخير والشر، وأنه لا يصيبه إلا ما قدره الله له.
– كما تعني أن العبد يستسلم لله تعالى ويفوض إليه أمره، وأنه يثق بأن الله تعالى لن يضره ولن يظلمه، وأنه سيصرف عنه كل سوء.
– وتُذكر هذه العبارة العبد بأنه ليس له حول ولا قوة إلا بالله تعالى، وأنه لا يستطيع أن ينفع نفسه أو يضرها إلا بإذن الله تعالى.
4. معنى عبارة “ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك”:
– تعني هذه العبارة أن العبد يقبل حكم الله تعالى وقضائه، وأنه راضٍ بما قضاه الله له، وأنه يعلم أن حكم الله تعالى هو العدل المطلق.
– كما تعني أن العبد لا يعترض على حكم الله تعالى ولا يسخط عليه، وأنه يعلم أن الله تعالى هو الحكيم العليم، وأنه لا يظلم أحدًا.
– وتُذكر هذه العبارة العبد بأن عليه أن يسلم لله تعالى ويرضى بحكمه وقضائه، وأنه لا يجوز له أن يعترض على الله تعالى أو يسخط عليه.
5. معنى عبارة “أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك”:
– تعني هذه العبارة أن العبد يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى، وأنه يثق بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه إذا دعاه بأسمائه الحسنى.
– كما تعني أن العبد يتذلل لله تعالى ويخضع له، وأنه يعترف بأن الله تعالى هو وحده المستحق للعبادة.
– وتُذكر هذه العبارة العبد بأسماء الله تعالى الحسنى، وتحثه على أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى.
6. معنى عبارة “أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك”:
– تعني هذه العبارة أن العبد يدعو الله تعالى بجميع أسمائه الحسنى، سواء كانت منصوص عليها في القرآن الكريم، أو كانت من الأسماء التي علمها الله تعالى لأحد من خلقه.
– كما تعني أن العبد يتوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، وأنه يثق بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه إذا توسل إليه بأسمائه الحسنى.
– وتُذكر هذه العبارة العبد بأسماء الله تعالى الحسنى، وتحثه على أن يتوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى.
7. معنى عبارة “أو استأثرت به في علم الغيب عندك”:
– تعني هذه العبارة أن العبد يدعو الله تعالى بجميع أسمائه الحسنى، سواء كانت منصوص عليها في القرآن الكريم، أو كانت من الأسماء التي علمها الله تعالى لأحد من خلقه، أو كانت من الأسماء التي استأثر الله تعالى بها في علم الغيب.
– كما تعني أن العبد يتوسل إلى الله تعالى بجميع أسمائه الحسنى، وأنه يثق بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه إذا توسل إليه بجميع أسمائه الحسنى.
– وتُذكر هذه العبارة العبد بأسماء الله تعالى الحسنى، وتحثه على أن يتوسل إلى الله تعالى بجميع أسمائه الحسنى.
الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يقبل منا دعاءنا، وأن يستجيب لنا دعواتنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يرزقنا الجنة، إنه سميع مجيب الدعاء.