اللهم إني عبدك بن عبدك ابن أمتك
المقدمة
أول الكلام في مدح الله والتنويه بأسمائه وصفاته العلية التي لا يحيط بها غيره، هو الدعاء الذي يبدأ به العبدُ سؤالَ حاجته من ربه، وهذا الدعاء من أفضل الأدعية، وهو من الأذكار التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الدعاء به، وهو من الأدعية التي يُستجاب فيها العبد ونيلُها لحاجته، وهو من الأدعية التي تُقال في كل وقت وحين.
1. من هو العبد الذي يقول اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك؟
العبد هو الإنسان الذي خلق الله عز وجل له وأسجد له الملائكة والحيوانات والدواب وجميع المخلوقات، وهو الذي له الربوبية والعبودية، وكل من في الأرض ودائرة الوجود مستعبدون ومخلوقون بأمره تعالى كما قال الله عز وجل لنبيه سليمان عليه السلام (وَإِذْ يَصْطَفِي اللَّهُ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)، ويجب على العبد أن يعرف مكانه وهويته الحقيقية لكي يعبد ويعترف بعبوديته لله تعالى، فالله عز وجل هو من خلقه ورزقه وأعطاه بيده كل ما يحتاج إليه، وبالتالي العبد لا يملك نفسه ولا اختيار شيء إلا بإرادة الله تعالى.
عبد من عبد الله عز وجل، أي أنه أذل نفسه وانقاد لها وحده، واعترف بعبوديته له، فقال الله تعالى في محكم تنزيله (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ)، أي أن الإنسان يطلب القرب إلى الله عز وجل، ويسعى في معرفة أحكام الله والعمل بها.
ابن عبد من عبد الله عز وجل، فالإنسان هو ابن آدم عليه السلام، والذي خلقه الله من تراب، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)، أي أن الإنسان ضعيف لا يملك لنفسه شيئًا ولا يجلب لنفسه نفعًا ولا ضرًا، ونسل آدم عليه السلام وبنيه من العبيد لعبادة الله وحده.
2. ما هو المقصود بابن أمتك؟
المقصود بابن أمتك هو الإنسان، وذلك لأن أمة الله عز وجل هي جميع خلقه، فالإنسان مخلوق من الله عز وجل، فهو من أمة الله عز وجل، وهو عبد من عباده.
أمة الله عز وجل هي المخلوقات التي سجدت لله عز وجل طوعًا وكرها مثل الملائكة والحيوانات والدواب، فالإنسان من هذه الأمة، فهو مخلوق من الله عز وجل، فهو من أمة الله عز وجل، وهو عبد من عباده.
أمة الله عز وجل هي الأمة التي أخرجها محمد صلى الله عليه وسلم من الظلمات إلى النور، فهم أتباعه وموالوه، والإنسان من هذه الأمة، فهو مخلوق من الله عز وجل، فهو من أمة الله عز وجل، وهو عبد من عباده.
3. ما هو معنى قوله تعالى “ملكي ناصيتي”؟
معنى ملكي ناصيتي هو أن الله عز وجل هو القادر على التحكم في الإنسان وتسيير أموره، وهو الذي يهديه ويوحي إليه، وهو الذي يوفقه إلى سواء السبيل، وهو الذي يضلله ويصرفه عن الحق، فالإنسان لا يملك لنفسه شيئًا، وإنما هو ملك لله عز وجل.
معنى ملكي ناصيتي هو أن الله عز وجل هو الذي خلق الإنسان وهو الذي يرزقه وهو الذي يميت وهو الذي يحيي، فالإنسان لا يملك لنفسه شيئًا، وإنما هو ملك لله عز وجل، وهو المتصرف في أموره كلها.
4. ما هو معنى قوله تعالى “أينما توجهت وجهت وجهي إليك”؟
معنى أينما توجهت وجهت وجهي إليك هو أن الله عز وجل حاضر في كل مكان، وهو يرى عباده أينما كانوا، ويعلم أعمالهم، ويحيط بكل شيء علمًا، فالإنسان لا يستطيع أن يهرب من الله عز وجل، ولا يستطيع أن يختبئ عنه، فهو دائمًا تحت نظره.
5. ما هو معنى قوله تعالى “إنك على كل شيء قدير”؟
معنى إنك على كل شيء قدير هو أن الله عز وجل قادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، وهو الذي خلق كل شيء، وهو الذي يملك كل شيء، وهو الذي يدبر كل شيء، فالإنسان لا يستطيع أن يعترض على الله عز وجل، ولا يستطيع أن ينازعه في أمره، وإنما عليه أن يسلم لله عز وجل ويطيعه.
6. ما هو المقصود بقوله تعالى “فعلت ما أمرتني به”؟
المقصود بقوله تعالى فعلت ما أمرتني به هو أن الإنسان قد أطاع الله عز وجل في كل ما أمره به، ولم يعصيه في شيء، وهذا هو منتهى العبودية لله عز وجل، وهو ما يجب على كل مسلم أن يسعى إليه.
الخاتمة
في نهاية هذا المقال، نؤكد على أهمية الدعاء إلى الله تعالى، وخاصة دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، فهو من الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة، وهو من الأدعية التي يُستجاب فيها العبد ونيلُها لحاجته، وهو من الأدعية التي تُقال في كل وقت وحين. ومن المهم أيضًا الإيمان بالله تعالى وتوكل عليه في كل شؤون الحياة، واليقين بأن الله هو وحده القادر على كل شيء، وهو وحده الذي يستطيع أن يرزق العبد ويحميه وينصره على أعدائه.