اللهم اني لا اسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه

المقدمة

اللهم إنّي لا أسألك ردّ القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه، فهذا الدعاء يعبّر عن إيمان المسلم بقضاء الله وقدره والتسليم له، ولكن في الوقت نفسه يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء ليتلطّف به في هذا القضاء ويُخفّف عنه ويلهمه الصبر والسلوان.

أولاً: معنى اللطف

1. اللطف هو الرِّفْق واللين في القول والفعل، والتيسير والتسهيل. وهو ضدُّ العنف والشِّدَّة.

2. واللطف من صفات الله تعالى، وهو يتجلى في خلقه وفي تدبيره لشؤون الكون، وفي معاملته لعباده.

3. ومن مظاهر لطف الله تعالى أنه يتدرَّج في عقوباته لعباده، ولا يعاقبهم دفعة واحدة، بل يمهلهم ويتأنَّى بهم، وينذرهم قبل أن يحلّ بهم العذاب.

ثانيًا: أنواع اللطف

1. اللطف العام: وهو اللطف الذي يشمل جميع المخلوقات، مثل توفير الرزق والهواء والماء وغير ذلك.

2. اللطف الخاص: وهو اللطف الذي يختص به الله تعالى بعض عباده، مثل هداية الضال، وفتح الفتوح، وتيسير الأمور.

3. اللطف الخفي: وهو اللطف الذي لا يشعر به العبد، ولكنه يظهر في تدبير الله تعالى لشؤونه، وفي حمايته له من الأخطار.

ثالثًا: أسباب اللطف

1. إيمان العبد بالله تعالى وتوكله عليه.

2. استقامة العبد على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته.

3. دعاء العبد إلى الله تعالى والتضرُّع إليه باللطف.

رابعًا: ثمار اللطف

1. حصول العبد على رضوان الله تعالى ومحبته.

2. تيسير أمور العبد في الدنيا والآخرة.

3. حماية العبد من الأخطار والشرور.

خامسًا: أمثلة على اللطف

1. نجاة سيدنا نوح عليه السلام وقومه من الطوفان.

2. نجاة سيدنا إبراهيم عليه السلام من النار.

3. نجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون.

سادسًا: الدعاء باللطف

1. من الأدعية المأثورة للدعاء باللطف: “اللهم إنّي لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه”.

2. ومن الأدعية المأثورة أيضًا: “اللهم لطفًا في القضاء، ولا تجعل فيه تعسيرًا ولا حرجًا”.

3. ومن الأدعية المأثورة أيضًا: “اللهم لطّف بي وسَهِّل أمري وأعنِّي على ما أُكِلِّف به”.

سابعًا: الخاتمة

إنّ الدعاء باللطف من الأدعية المستحبّة التي يُستحبُّ للمسلم أن يكثر منها، ففيها إيمان بقضاء الله وقدره والتسليم له، وفيها توجُّه إلى الله تعالى بالدعاء والتضرُّع إليه باللطف والتيسير.