المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،
فإن من رحمة الله تعالى بنا أن جعل لنا دعاءً خاصًا عند الشدة والضيق، وهو دعاء “اللهم إنِّي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”، وهذا الدعاء له فضل كبير وأجر عظيم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر من هذا الدعاء عند الشدة والمرض.
روايات في فضل الدعاء:
ورد في فضل هذا الدعاء الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها:
1. عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلمٍ يدعو بهذا الدعاء عند كربٍ أو شدةٍ إلا استجاب الله له”.
2. وعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابه الضر أو الكرب قال: “يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الذي يرجوه كل طالب، ويدعوه كل داعٍ، أن تشفيني وترد إليَّ عافيتي”.
3. وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال عند الصباح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، وعند المساء مائة مرة، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.
شروط قبول الدعاء:
1. الإخلاص: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، فلا يُشرك معه أحدٌ في الدعاء، ولا يُطلب منه شيءٌ مما لا يليق بجلاله وعظمته.
2. اليقين: يجب أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى قادرٌ على إجابة دعائه، وأن الله تعالى كريمٌ رحيمٌ يجيب دعاء المضطر إذا دعاه.
3. الحضور: يجب أن يكون الداعي حاضر القلب، ومتوجهًا إلى الله تعالى بجميع حواسه، لا يلهيه عنه شيءٌ عن الدعاء.
4. الخشوع والتضرع: يجب أن يكون الداعي خاشعًا متضرعًا إلى الله تعالى، لا يستهين بالدعاء ولا يتكبر عن التوجه إلى الله تعالى.
5. الابتعاد عن المحرمات: يجب أن يكون الداعي متجنبًا للمحرمات والمعاصي، لأن المعاصي تحجب الدعاء عن الإجابة.
آداب الدعاء:
1. استقبال القبلة: يستحب استقبال القبلة عند الدعاء، لأن القبلة هي مهوى أفئدة المسلمين ووجهتهم في العبادة.
2. رفع اليدين: يستحب رفع اليدين عند الدعاء، لأن رفع اليدين من علامات الخضوع والتضرع إلى الله تعالى.
3. الدعاء بصوتٍ خفيض: يستحب الدعاء بصوتٍ خفيض، لأن الصوت الخفيض من علامات الخشوع والتضرع إلى الله تعالى.
4. تكرار الدعاء: يستحب تكرار الدعاء ثلاث مرات أو أكثر، لأن تكرار الدعاء من علامات الإلحاح على الله تعالى في إجابة الدعاء.
5. الدعاء باسم الله الأعظم: يستحب الدعاء باسم الله الأعظم، لأن اسم الله الأعظم من الأسماء التي إذا دُعي بها أُجيب.
أوقات استجابة الدعاء:
1. في الثلث الأخير من الليل: يستحب الدعاء في الثلث الأخير من الليل، لأن الثلث الأخير من الليل من الأوقات الفاضلة التي يُرجى فيها إجابة الدعاء.
2. بين الأذان والإقامة: يستحب الدعاء بين الأذان والإقامة، لأن هذا الوقت من الأوقات الفاضلة التي يُرجى فيها إجابة الدعاء.
3. بعد صلاة الفجر: يستحب الدعاء بعد صلاة الفجر، لأن هذا الوقت من الأوقات الفاضلة التي يُرجى فيها إجابة الدعاء.
4. بعد صلاة العصر: يستحب الدعاء بعد صلاة العصر، لأن هذا الوقت من الأوقات الفاضلة التي يُرجى فيها إجابة الدعاء.
5. عند نزول المطر: يستحب الدعاء عند نزول المطر، لأن نزول المطر من علامات رحمة الله تعالى، ويُرجى في هذا الوقت إجابة الدعاء.
الدعاء عند الشدة والضيق:
1. الدعاء بالفرج: يستحب أن يدعو الإنسان بالفرج عند الشدة والضيق، وأن يطلب من الله تعالى أن يفرج عنه كربه وييسر له أمره.
2. الدعاء بالصبر: يستحب أن يدعو الإنسان بالصبر عند الشدة والضيق، وأن يطلب من الله تعالى أن يثبته على دينه، وأن يجعله من الصابرين المحتسبين.
3. الدعاء بالستر: يستحب أن يدعو الإنسان بالستر عند الشدة والضيق، وأن يطلب من الله تعالى أن يستر عنه عيوبه وذنوبه، وأن يحفظه من كل مكروه.
الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يفرج عنا كربنا، وأن يعافينا من كل مرض، وأن يستجيب دعاءنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، سبحانه وتعالى.