اللهم اني مسني ضر وانت ارحم الراحمين

المقدمة:

اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، هو دعاء شريف من الأدعية المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويُقال عند الإصابة بالضر أو المرض أو المكروه، وهو من الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى.

فضل الدعاء بالله.

– الدعاء إلى الله هو عبادة عظيمة، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة”، وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى.

– الدعاء إلى الله هو سبب لرفع البلاء وكشف الضر، فقد قال الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”، وقال أيضاً: “ادعوني أستجب لكم”.

– الدعاء إلى الله هو سبب لجلب الرزق والبركة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يسأل الله يغضب عليه”.

آداب الدعاء.

– الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى، لا يُشرك معه أحداً في الدعاء.

– اليقين بالإجابة: أن يوقن العبد بإجابة دعائه، وأن الله تعالى قادر على إجابة دعائه.

– الحمد والثناء على الله تعالى: أن يبدأ العبد دعاءه بالحمد والثناء على الله تعالى، ليتقرب بذلك إلى الله تعالى.

– الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: أن يصلي العبد على النبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعائه وفي نهايته.

– التضرع والخشوع في الدعاء: أن يتضرع العبد إلى الله تعالى في دعائه، ويخشع قلبه لله تعالى.

– الدعاء بما ينفع في الدنيا والآخرة: أن يدعو العبد بما ينفعه في الدنيا والآخرة، ولا يدعو بما يضره في الدنيا أو الآخرة.

– الدعاء بصوت خفيض: أن يدعو العبد بصوت خفيض، ولا يجهر بدعائه.

– الدعاء في الأوقات الفاضلة: أن يدعو العبد في الأوقات الفاضلة، مثل الثلث الأخير من الليل، وعند الإفطار، وعند السجود.

أمثلة على أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم عند الضر والتعب.

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابه شيء من ألم الجسد، قال: “بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا”.

– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله، نفث عليه وتفل، وقال: “اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً”.

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى شيئاً من جسده، وضع يده على موضع الوجع، وقال: “بسم الله ثلاثاً، وأعوذ بالله وبركته من شر ما أجد وأحاذر”.

أحاديث عن فضل الدعاء عند الضر.

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا يا عباد الله”.

– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.

– عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض”.

الاستعاذة من الشيطان عند الدعاء.

– الشيطان عدو مبين للإنسان، وهو يسعى دائماً لإغوائه عن طريق شبهه ووسوسته، لذلك يجب على العبد أن يستعيذ من الشيطان عند الدعاء.

– الاستعاذة من الشيطان تكون بقول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”.

– الاستعاذة من الشيطان تكون في بداية الدعاء وفي نهايته.

مواقف من حياة الصحابة في الدعاء عند الضر.

– عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتكى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيقاً في معيشته، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ادع الله بهذا الدعاء: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.

– عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجل يشكو إليه الضيق في معيشته، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ادع الله بهذا الدعاء: اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني”.

– عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجل يشكو إليه ضيقاً في معيشته، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ادع الله بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وأمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي”.

الخاتمة:

الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو سبب لرفع البلاء وكشف الضر، وجلب الرزق والبركة، ويجب على العبد المسلم أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى، خاصة عند الإصابة بالضر أو المرض أو المكروه، وأن يقتدي بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدعاء، وأن يدعو بما ينفعه في الدنيا والآخرة، وأن يتضرع إلى الله تعالى في دعائه ويخشع قلبه لله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *