اللهم اني وكلتك امري واستودعتك همي فبشرني

اللهم إني وكلتك أمري واستودعتك همي فبشرني

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإن من أعظم ما يثلج صدر المؤمن ويهدئ نفسه ويسكن قلبه التوكل على الله سبحانه وتعالى، والتسليم لأمره، واليقين بأن الله تعالى هو وحده القادر على تدبير الأمور، وهو وحده الكفيل بتحقيق الآمال والطموحات.

ومن أجمل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها العبد ربه أن يقول: “اللهم إني وكلتك أمري واستودعتك همي فبشرني”. ففي هذا الدعاء اعتراف بأن العبد عاجز عن تدبير أموره بنفسه، وأن الله تعالى هو وحده القادر على ذلك، كما أنه إقرار بأن الله تعالى هو وحده الملاذ والسند، وهو وحده القادر على تبديد الهموم والأحزان.

وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل معنى هذا الدعاء العظيم، وآثاره الإيجابية على نفس العبد المؤمن، وكيف يمكن للعبد أن يتوكل على الله تعالى ويسلم لأمره، وكيف يمكنه أن يستودع همه لله تعالى ويطمئن بأن الله تعالى سيتولى أمره.

1. معنى الدعاء “اللهم إني وكلتك أمري واستودعتك همي فبشرني”

هذا الدعاء يعني أن العبد يسلم أمره كله إلى الله تعالى، ويوكل إليه تدبير شؤونه كلها، ويستودعه همه وحزنه وألمه. فهو بذلك يعترف بأن الله تعالى هو وحده القادر على تدبير الأمور، وأن الله تعالى هو وحده الملاذ والسند، وهو وحده القادر على تبديد الهموم والأحزان.

2. آثار الدعاء “اللهم إني وكلتك أمري واستودعتك همي فبشرني” على نفس العبد المؤمن

لهذا الدعاء آثار إيجابية كثيرة على نفس العبد المؤمن، ومنها:

– الطمأنينة والسكينة: يشعر العبد المؤمن بالطمأنينة والسكينة عندما يوكّل أمره إلى الله تعالى ويستودعه همه، وذلك لأنه يعلم أن الله تعالى هو وحده القادر على تدبير الأمور، وأن الله تعالى هو وحده الملاذ والسند، وهو وحده القادر على تبديد الهموم والأحزان.

– التخلص من الهموم والأحزان: عندما يوكّل العبد المؤمن أمره إلى الله تعالى ويستودعه همه، فإن الله تعالى يتولى أمره ويبدد همه ويفرج كربه، وذلك لأن الله تعالى هو وحده القادر على ذلك.

– تحقيق الآمال والطموحات: عندما يوكّل العبد المؤمن أمره إلى الله تعالى ويستودعه همه، فإن الله تعالى يحقق له آماله وطموحاته، وذلك لأن الله تعالى هو وحده القادر على ذلك.

3. كيف يتوكل العبد على الله تعالى ويسلم لأمره؟

لكي يتوكل العبد على الله تعالى ويسلم لأمره، عليه أن:

– يوقن بأن الله تعالى هو وحده القادر على تدبير الأمور: يجب على العبد المؤمن أن يوقن بأن الله تعالى هو وحده القادر على تدبير الأمور، وأنه وحده الملاذ والسند، وأنه وحده القادر على تبديد الهموم والأحزان.

– يسلم أمره كله إلى الله تعالى: يجب على العبد المؤمن أن يسلم أمره كله إلى الله تعالى، ويوكل إليه تدبير شؤونه كلها، ويستودعه همه وحزنه وألمه.

– يصبر على ابتلاءات الدنيا: يجب على العبد المؤمن أن يصبر على ابتلاءات الدنيا، وأن يعلم أن هذه الابتلاءات هي من عند الله تعالى، وأنها خير له في الدنيا والآخرة.

4. كيف يستودع العبد همه لله تعالى ويطمئن بأن الله تعالى سيتولى أمره؟

لكي يستودع العبد همه لله تعالى ويطمئن بأن الله تعالى سيتولى أمره، عليه أن:

– يدعو الله تعالى ويبتهل إليه: يجب على العبد المؤمن أن يدعو الله تعالى ويبتهل إليه، ويطلب منه أن يتولى أمره ويفرج همه ويكشف كربه.

– يوقن بأن الله تعالى هو وحده القادر على تبديد الهموم والأحزان: يجب على العبد المؤمن أن يوقن بأن الله تعالى هو وحده القادر على تبديد الهموم والأحزان، وأن الله تعالى هو وحده الملاذ والسند.

– يصبر على ابتلاءات الدنيا: يجب على العبد المؤمن أن يصبر على ابتلاءات الدنيا، وأن يعلم أن هذه الابتلاءات هي من عند الله تعالى، وأنها خير له في الدنيا والآخرة.

5. قصص من القرآن والسنة عن التوكل على الله سبحانه وتعالى

في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من القصص التي تحث على التوكل على الله سبحانه وتعالى، ومن هذه القصص:

– قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام: عندما ألقى سيدنا إبراهيم عليه السلام في النار، توكل على الله تعالى، وقال: “حسبي الله ونعم الوكيل”. فنجاه الله تعالى من النار.

– قصة سيدنا موسى عليه السلام: عندما فر سيدنا موسى عليه السلام من فرعون وجنوده، توكل على الله تعالى، وقال: “رب نجني من القوم الظالمين”. فنجاه الله تعالى من فرعون وجنوده.

– قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عندما هاجر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، توكل على الله تعالى، وقال: “اللهم إنك تعلم أنه لا مأوى لي إلا إليك”. فوفقه الله تعالى وحفظه.

6. فوائد التوكل على الله سبحانه وتعالى

للتوكل على الله سبحانه وتعالى فوائد كثيرة، ومن هذه الفوائد:

– تحقيق الأمن والسكينة: يشعر العبد المؤمن بالأمن والسكينة عندما يتوكل على الله تعالى، وذلك لأنه يعلم أن الله تعالى هو وحده القادر على حمايته ورعايته.

– تحقيق الفوز والنجاح: يحقق العبد المؤمن الفوز والنجاح عندما يتوكل على الله تعالى، وذلك لأن الله تعالى هو وحده القادر على إعانته وتوفيقه.

– دخول الجنة: يدخل العبد المؤمن الجنة عندما يتوكل على الله تعالى، وذلك لأن الله تعالى قد وعد المتوكلين عليه بالجنة.

7. الخاتمة

وفي الختام، فإن التوكل على الله تعالى هو من أهم دعائم الإيمان، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أهم أسباب تحقيق الأمن والسكينة والطمأنينة في القلب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *