No images found for اللهم ان في حسن تدبيرك
اللهم إن في حسن تدبيرك
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
اللهم إن في حسن تدبيرك ما يجعلنا نعجز عن الإحاطة به، وفي قدرتك ما يجعلنا نخشع لك ونتواضع بين يديك، وفي رحمتك ما يجعلنا نرجو عفوك ومغفرتك.
أسرار حسن تدبير الله
1. الإتقان في الخلق:
– خلق الله الكون وفق نظام محكم ودقيق، فالسماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار، كل ذلك يسير وفق نظام دقيق لا يختل.
– خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وجعله خليفة له في الأرض، ونفخ فيه من روحه، وكرمه على سائر المخلوقات.
– خلق الله الحيوانات والنباتات والبحار والجبال والغابات، وكل ما في الأرض لخدمة الإنسان وانتفاعه.
2. العدل في التدبير:
– عدل الله في تدبيره للكون، فهو لا يظلم أحدًا، ولا يحابي أحدًا على أحد، بل يعطي كل ذي حق حقه.
– العدل في توزيع الأرزاق، فلا يحرم أحدًا رزقه، ولا يرزق أحدًا فوق حاجته.
– العدل في الجزاء، فالمحسن يُجزى بالإحسان، والمسيء يُجزى بالإساءة.
3. الرحمة في المعاملة:
– رحمة الله بعباده واسعة، فهو يرحم الضعفاء والمساكين واليتامى والأرامل، ويمد لهم يد العون والمساعدة.
– رحمة الله بالحيوانات والنباتات، فهو يرزقها ويسقيها ويحفظها من الأخطار.
– رحمة الله بالكفار والمشركين، فهو يدعوهم إلى الإسلام، ويمن عليهم بالمهل والتأخير، وينتظر توبتهم ورجوعهم إلى الحق.
4. الحكمة في التشريع:
– شرع الله الأحكام والحلال والحرام لتنظيم حياة الناس وعمارة الأرض، ولتحقيق مصالحهم في الدنيا والآخرة.
– حكمة الله في مشروعية العبادات، فهي تزكي النفوس وتطهرها، وتقرب العبد إلى ربه.
– حكمة الله في مشروعية المعاملات، فهي تنظم العلاقات بين الناس، وتحفظ حقوقهم، وتحافظ على النظام العام.
5. الإحسان في العطاء:
– إحسان الله بعباده لا يوصف، فهو يفيض عليهم بنعمه الظاهرة والباطنة، ويمن عليهم بالصحة والعافية والأمن والرزق.
– إحسان الله بالمسلمين، فهو يغفر ذنوبهم ويتجاوز عن سيئاتهم ويقبل توبتهم.
– إحسان الله بالكافرين والمشركين، فهو يمهلهم وينتظر توبتهم، ويدعوهم إلى الإسلام، ويعطيهم الفرصة للتفكير والتدبر.
6. الابتلاء في الحياة:
– يبتلي الله عباده بالشدائد والمحن والابتلاءات، ليمتحن صبرهم ويشحذ هممهم، ويزيدهم إيمانًا وتقوى.
– الابتلاءات في الحياة سنة الله في خلقه، لا تقتصر على الكافرين والمشركين، بل تصيب المؤمنين أيضًا.
– الابتلاءات في الحياة ليست شرًا محضًا، بل فيها خير كثير، فهي تطهر النفوس وتزكيها، وتزيد العبد إيمانًا وتعبدًا.
7. العاقبة الحميدة:
– العاقبة الحميدة في الدنيا هي جزاء الإحسان والإيمان والتقوى، وهي النصر والتمكين والسيادة.
– العاقبة الحميدة في الآخرة هي دخول الجنة والنجاة من النار، وهي الفوز برضا الله وجنته.
– العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة هي من فضل الله وكرمه، وهي لمن اتقى الله وأحسن العمل واتبع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
الخاتمة:
اللهم إن في حسن تدبيرك ما يجعلنا نعجز عن الإحاطة به، وفي قدرتك ما يجعلنا نخشع لك ونتواضع بين يديك، وفي رحمتك ما يجعلنا نرجو عفوك ومغفرتك.
نسألك اللهم أن تلهمنا حسن التدبير في حياتنا، وأن ترزقنا الإتقان في عملنا، وأن توفقنا إلى العدل في أقوالنا وأفعالنا، وأن تجعلنا رحماء بعبادك، وأن ترزقنا الحكمة في التشريع، وأن تحسن إلينا في العطاء، وأن تبتلينا بالشدائد والمحن لتمتحن صبرنا وتزيدنا إيمانًا وتقوى، وأن تجعل عاقبتنا في الدنيا والآخرة حميدة.
اللهم إنك أنت الغفور الرحيم، وأنت على كل شيء قدير، فنسألك أن تغفر لنا ذنوبنا وتتجاوز عن سيئاتنا وتقبل توبتنا وترزقنا الجنة، بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.