اللهم إن قدرتك تفوق قدرة الأطباء
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. في هذا المقال، سوف نتحدث عن قدرة الله تعالى التي تفوق قدرة الأطباء. سنبدأ بتعريف القدرة الإلهية ثم ننتقل للحديث عن قدرة الأطباء المحدودة. بعد ذلك، سوف نتحدث عن الحالات التي لا يستطيع الأطباء فيها علاج المرضى وكيف أن قدرة الله تعالى هي وحدها القادرة على إنقاذهم. وأخيراً، سوف نختتم المقال بخاتمة توضح مدى حاجتنا إلى الاعتماد على الله تعالى في جميع أمور حياتنا.
القدرة الإلهية:
القدرة الإلهية هي قدرة مطلقة، لا حدود لها، ولا يمكن لأي مخلوق أن يحيط بها. الله تعالى قادر على كل شيء، ولا يوجد شيء مستحيل عليه. قال تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ” (يس:82). هذه الآية الكريمة توضح لنا مدى عظم قدرة الله تعالى، فهو يقول للشيء “كن” فيكون.
قدرة الأطباء المحدودة:
الأطباء هم بشر، وقدراتهم محدودة. مهما بلغت مهارتهم ومعرفتهم، فإنهم لا يزالون غير قادرين على علاج جميع الأمراض. هناك بعض الأمراض التي لا يوجد لها علاج معروف، وهناك بعض الحالات التي لا يستطيع الأطباء فيها إنقاذ المرضى. على سبيل المثال:
الأمراض الوراثية: هناك بعض الأمراض التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات. هذه الأمراض لا يوجد لها علاج معروف، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة المبكرة في بعض الحالات.
الأمراض السرطانية: السرطان هو مرض خطير يمكن أن يصيب أي شخص في أي عمر. هناك بعض أنواع السرطان التي لا يوجد لها علاج معروف، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة في غضون أشهر أو سنوات قليلة.
الإصابات الخطيرة: يمكن أن تحدث إصابات خطيرة نتيجة حوادث أو كوارث طبيعية أو أعمال عنف. بعض هذه الإصابات يمكن أن تكون قاتلة، حتى مع أفضل رعاية طبية.
الحالات التي لا يستطيع الأطباء فيها علاج المرضى:
هناك بعض الحالات التي لا يستطيع الأطباء فيها علاج المرضى مهما بلغت مهارتهم ومعرفتهم. على سبيل المثال:
الموت: الموت هو نهاية كل إنسان، ولا يوجد طبيب يمكنه منعه أو إرجائه.
الشيخوخة: الشيخوخة هي عملية طبيعية تحدث لكل إنسان مع مرور الوقت. تؤدي الشيخوخة إلى تدهور الصحة وتراجع القدرات العقلية والجسمية. لا يوجد طبيب يمكنه إيقاف عملية الشيخوخة أو عكسها.
الإعاقة: الإعاقة هي حالة صحية مزمنة تؤثر على القدرات العقلية أو الجسدية للشخص. بعض أنواع الإعاقة شديدة وتمنع الشخص من القيام بالأنشطة اليومية المعتادة. لا يوجد طبيب يمكنه علاج جميع أنواع الإعاقة.
قدرة الله تعالى هي وحدها القادرة على إنقاذ المرضى:
في الحالات التي لا يستطيع الأطباء فيها علاج المرضى، فإن قدرة الله تعالى هي وحدها القادرة على إنقاذهم. الله تعالى هو الشافي المعافي، وهو وحده القادر على شفاء أي مرض وإزالة أي ألم. قال تعالى في كتابه الكريم: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” (الشعراء:80). وقال تعالى: “وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (يونس:107).
الاعتماد على الله تعالى في جميع أمور حياتنا:
علينا في جميع أمور حياتنا أن نعتمد على الله تعالى ونلجأ إليه بالدعاء والابتهال. الله تعالى هو وحده القادر على مساعدتنا وتخليصنا من أي ضيق أو كرب. قال تعالى في كتابه الكريم:
“وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا” (الطلاق:3).
الخاتمة:
إن قدرة الله تعالى تفوق قدرة الأطباء. هناك بعض الأمراض التي لا يوجد لها علاج معروف، وهناك بعض الحالات التي لا يستطيع الأطباء فيها إنقاذ المرضى. في هذه الحالات، فإن قدرة الله تعالى هي وحدها القادرة على شفاء المرضى وإنقاذهم. لذلك، علينا في جميع أمور حياتنا أن نعتمد على الله تعالى ونلجأ إليه بالدعاء والابتهال. الله تعالى هو وحده القادر على مساعدتنا وتخليصنا من أي ضيق أو كرب.