اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُون
المقدمة:
نستهل مقالنا بالحديث عن سورة الفاتحة، أولى سور القرآن الكريم وعنوان الكتاب العزيز، وندعو الله تعالى أن يرزقنا فهمها وتدبرها وأن يجعلها شفاء لصدورنا ونورًا في قلوبنا.
1. اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل:
– في هذه الآية الكريمة، ندعو الله تعالى بأحد أسمائه الحسنى، وهو “رب جبريل وميكائيل وإسرافيل”، وهم من الملائكة المقربين ومكلفين بمهمات عظيمة في الكون.
– الملائكة مخلوقات نورانية، لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون، وهم عباد مكرمون مكلفين بتنفيذ أوامر الله تعالى وإبلاغ وحيه إلى الأنبياء والرسل.
– ومن صفات الملائكة التقوى والطاعة لله تعالى، وهم دائمًا في حالة من التسبيح والحمد والتهليل.
2. فاطر السماوات والأرض:
– في هذا الجزء من الدعاء، نُثني على الله تعالى بصفة من صفاته العظيمة، وهي كونه “فاطر السماوات والأرض”، أي خالق السماوات والأرض وما فيهما.
– خلق الله تعالى الكون من العدم، ودبر خلقه بدقة وعناية فائقة، وأبدع في صنعه وأتقنه.
– السماوات والأرض دليلان على عظمة الله وقدرته وحكمته، وهما مفتاحان لمعرفة الله تعالى وتوحيده.
3. عالم الغيب والشهادة:
– نستمر في مدح الله تعالى بصفة أخرى من صفاته الكاملة، وهي كونه “عالم الغيب والشهادة”، أي عالم بما هو خفي وما هو ظاهر.
– الغيب هو ما لا يعلمه إلا الله تعالى، أما الشهادة فهي ما يعلمه الله تعالى ويعلمه العباد.
– علم الله تعالى بالغيب والشهادة دليل على كمال علمه وحكمته، وهو صفة من صفات الألوهية التي لا يشارك فيها أحد.
4. أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون:
– في هذا الجزء من الدعاء، نتوكل على الله تعالى وندعوه أن يحكم بيننا وبين من نختلف معهم.
– الخلاف بين الناس سنة من سنن الحياة، وقد يكون الاختلاف في الرأي أو في العقيدة أو في المصالح الدنيوية.
– ندعو الله تعالى أن يحكم بيننا وبين من نختلف معهم بالعدل والإنصاف، وأن يهدينا إلى الحق ويرزقنا حسن التوفيق.
5. أصلح ذات بيننا وارزقنا الهداية:
– نواصل دعاءنا إلى الله تعالى طالبين منه أن يصلح ذات بيننا ويهدينا إلى سواء السبيل.
– صلاح ذات البين يعني إصلاح العلاقات بين المتخاصمين وإزالة أسباب الخلاف بينهم.
– نطلب من الله تعالى أن يهدينا إلى الحق والصواب، وأن يوفقنا لاتباع طريق الهداية والرشاد.
6. اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه:
– في هذا الجزء من الدعاء، نطلب من الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
– الاستماع إلى القول يعني الاستماع إلى الحق والباطل، ومقارنة الآراء المختلفة.
– اتباع أحسن القول يعني اختيار الرأي الصحيح واتباع الحق، وهو دليل على العلم والتقوى.
7. اغفر لنا ولأبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وذرياتنا:
– نختم دعاءنا بطلب المغفرة من الله تعالى لنا ولأبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وذرياتنا.
– المغفرة تعني العفو عن الذنوب والخطايا، وهي من أهم مطالب العباد إلى الله تعالى.
– نطلب من الله تعالى أن يغفر لنا ولأهل بيتنا ذنوبنا وخطايانا، وأن يرحمنا ويغفر لنا بفضله وكرمه.
الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يتقبل دعاءنا ويستجيب لنا، وأن يرزقنا المغفرة والهداية والتوفيق في الدنيا والآخرة. آمين.