اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض

اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،

فإن من أسماء الله الحسنى اسم “اللهم”، وهو اسم جامع لجميع أسمائه وصفاته، وهو يدل على أنه هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وأنه هو المتصرف في كل شيء، وأنه هو الغني عن كل شيء، وأنه هو المعطي لكل شيء.

وقد ورد اسم “اللهم” في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، ومنها قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255]، وقوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: 26].

عالم الغيب والشهادة:

ويعتبر اسم “اللهم” من الأسماء التي تدل على علم الله عز وجل بكل شيء، سواء كان هذا الشيء ظاهراً أم خفياً، سواء كان في الماضي أم الحاضر أم المستقبل.

1. علم الله بالغيب:

• يعلم الله تعالى ما في صدور الناس من نيات وأفكار ومشاعر، ويعلم ما سيحدث في المستقبل، ويعلم ما كان في الماضي، ويعلم ما هو موجود في السماوات والأرض وما بينهما.

• وقد دل القرآن الكريم على علم الله بالغيب في مواضع كثيرة، ومنها قوله تعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: 59].

• كما ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على علم الله بالغيب، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير”.

2. علم الله بالشهادة:

• يعلم الله تعالى كل ما يظهر ويبدو من الأشياء، سواء كانت هذه الأشياء مادية أم معنوية، سواء كانت في السماوات أم في الأرض أم في ما بينهما.

• وقد دل القرآن الكريم على علم الله بالشهادة في مواضع كثيرة، ومنها قوله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الحديد: 4].

• كما ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على علم الله بالشهادة، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عز وجل كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء”.

فاطر السموات والأرض:

ويعتبر اسم “اللهم” من الأسماء التي تدل على أن الله عز وجل هو خالق السماوات والأرض وما بينهما، وأنه هو المدبر لأمرهما، وأنه هو المتصرف فيهما.

1. خلق السماوات والأرض:

• خلق الله تعالى السماوات والأرض في ستة أيام، كما قال تعالى: ﴿وَقَدَّرَ فِي السَّمَاوَاتِ أَرْزَاقَكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَلَكِنَّكُمْ لَا تَعْقِلُونَ﴾ [الذاريات: 22].

• وخلق الله تعالى السماوات والأرض لتكونا داراً للابتلاء والامتحان للبشر، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الدخان: 38-39].

2. تدبير السماوات والأرض:

• يتدبر الله تعالى أمر السماوات والأرض، وينظم شؤونهما، ويدير أمورهما، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ﴾ [الرعد: 2].

• وقد خلق الله تعالى في السماوات والأرض آيات كثيرة تدل على قدرته وعظمته، كما قال تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 20-21].

3. التصرف في السماوات والأرض:

• يتصرف الله تعالى في السماوات والأرض كيف يشاء، وينزل فيهما ما يشاء، ويرفع منهما ما يشاء، كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُوفَى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [غافر: 27].

• وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه تصرف في السماوات والأرض تصرفاً عجيباً حين خلق آدم عليه السلام، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: 59].

الخالق:

ويعتبر اسم “اللهم” من الأسماء التي تدل على أن الله عز وجل هو الخالق لكل شيء، وهو المكون لكل شيء، وهو الموجد لكل شيء.

1. خلق الله لكل شيء:

• خلق الله تعالى كل شيء في الوجود، من السماوات والأرض وما بينهما، إلى الملائكة والجن والإنس والحيوانات والنباتات والجمادات، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الرعد: 16].

• وقد خلق الله تعالى كل شيء لحكمة ومصلحة، كما قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: 2].

2. خلق الله للإنسان:

• خلق الله تعالى الإنسان

أضف تعليق