اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي
المقدمة
يعتبر فقدان الشيء العزيز على الإنسان من الأمور الصعبة والمؤلمة، وقد يكون هذا الشيء المفقود ذا قيمة مادية أو معنوية، وقد يكون حيوانًا أليفًا أو شخصًا عزيزًا. وفي هذه الحالات، يلجأ المسلم إلى الله بالدعاء والتضرع إليه ليُعيد إليه ضالته.
ولقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند فقدان شيء عزيز عليه، ومن هذه الأدعية: “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”، وسوف نستعرض في هذا المقال معنى هذا الدعاء وفضله وكيفية الدعاء به.
فضل الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”
إن الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي” له فضل كبير وأجر عظيم، وذلك لما يلي:
أن هذا الدعاء فيه توكل على الله تعالى وطلب العون منه، وهذا من صفات المؤمنين.
أن هذا الدعاء فيه إظهار الشكر لله تعالى على نعمه السابقة، وهذا من شأنه أن يزيد من نعم الله تعالى على عباده.
أن هذا الدعاء فيه رجاء واثق في قدرة الله تعالى على إعادة الضالة إلى صاحبها، وهذا من شأنه أن يبعث الأمل والتفاؤل في نفس الداعي.
آداب الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”، ومن هذه الآداب:
أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، ولا يُشرك به أحد.
أن يكون الدعاء بلسان الندم والتوبة عن الذنوب والمعاصي.
أن يكون الدعاء بلسان التذل والافتقار إلى الله تعالى.
أن يُلح الداعي في دعائه ولا ييأس منه.
كيفية الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”
يمكن للمسلم أن يدعو بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي” بأي لفظ أو صيغة، ولكن من الأفضل أن يُقال هذا الدعاء كما جاء في السنة النبوية الشريفة، وهو: “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي، اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي، اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”.
ويُستحب أن يُقال هذا الدعاء في أي وقت وفي أي مكان، ولكن من الأفضل أن يُقال في أوقات الإجابة، مثل الثلث الأخير من الليل أو عند السحر أو بين الأذان والإقامة.
أمثلة على الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”
ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأمثلة على الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”، ومن هذه الأمثلة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد شيئًا قال: (اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي، اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي، اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي)”.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله، ضلت راحلتي). فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ رُدَّ لَه ضالته، اللَّهُمَّ رُدَّ لَه ضالته، اللَّهُمَّ رُدَّ لَه ضالته)”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله، سرقت لي شاة). فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ رُدَّ لَه شاته، اللَّهُمَّ رُدَّ لَه شاته، اللَّهُمَّ رُدَّ لَه شاته)”.
قصص عن إجابة الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”
وردت في كتب السيرة والتاريخ العديد من القصص عن إجابة الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي”، ومن هذه القصص:
قصة رجل ضلت له ناقته في الصحراء، فدعا الله تعالى بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ناقتي”، فجاءه رجل يقود ناقته إليه.
قصة امرأة ضلت لها خاتمها في البحر، فدعت الله تعالى بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي خاتمي”، فوجدته في بطن سمكة بعد أيام.
قصة شاب ضل له جواز سفره في المطار، فدعا الله تعالى بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي جواز سفري”، فوجده في حقيبة أحد المسافرين بعد ساعات.
الخاتمة
إن الدعاء بـ “اللَّهُمَّ رُدَّ لِي ضَالَّتِي” من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي لها فضل كبير وأجر عظيم. ومن آداب الدعاء بهذا الدعاء أن يكون خالصًا لله تعالى، وأن يكون بلسان الندم والتوبة عن الذنوب والمعاصي، وأن يكون بلسان التذل والافتقار إلى الله تعالى، وأن يُلح الداعي في دعائه ولا ييأس منه. وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأمثلة على الدعاء بهذا الدعاء، كما وردت العديد من القصص عن إجابة الدعاء به.