اللهم صبرا

اللهم صبرا

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين هي الصبر، والصبر هو حبس النفس عن الجزع عند المصيبة، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا الله تعالى على الصبر في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، ومن السنة النبوية الشريفة، وقد وعد الله تعالى الصابرين بالأجر العظيم والثواب الجزيل.

مظاهر الصبر:

يتجلى الصبر في مواقف متعددة في حياة الإنسان، ومن أهم مظاهر الصبر ما يلي:

الصبر على طاعة الله تعالى:

وهو أن يلتزم العبد بأوامر الله تعالى وينتهي عن نواهيه، ويصبر على ذلك مهما كانت الظروف، ومهما واجه من صعوبات وتحديات.

الصبر على ابتلاءات الدنيا:

ومنها الأمراض والفقر والمصائب المختلفة، فالصبر على هذه الابتلاءات من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه، وقد جعل الله تعالى لكل ابتلاء أجراً عظيماً.

الصبر على أذى الناس:

وهو أن يتحمل العبد أذى الناس وظلمهم له، ولا يقابل الإساءة بالإساءة، بل يصبر ويحتسب أجره عند الله تعالى.

الصبر على النفس:

وهو أن يكبح العبد جماح نفسه ويمنعها عن اتباع الشهوات والرغبات المحرمة، ويصبر على ذلك مهما كان الأمر صعباً.

فضل الصبر:

للصبر فضل عظيم عند الله تعالى، ومن فضائله ما يلي:

الصبر من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه:

وقد حثنا الله تعالى على الصبر في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، ومن السنة النبوية الشريفة، وقد وعد الله تعالى الصابرين بالأجر العظيم والثواب الجزيل.

الصبر يرفع العبد درجات في الجنة:

وقد ورد في الحديث الشريف: “إن الله تعالى يقول: أنا عند مناجاة عبدي ما لم يناجني بمعصية، وإذا سألني أعطيته، وإذا استعاذ بي أعيذته، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولكن لا بد له منه”.

الصبر يسهل على العبد أمور دنياه وأخراه:

فالصبر يمنح العبد القوة والصلابة، ويساعده على مواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجهه في حياته، كما أنه يدخله الجنة بإذن الله تعالى.

آثار الصبر:

للصبر آثار عظيمة على حياة الإنسان، ومن أهم آثار الصبر ما يلي:

الصبر يقوي إيمان العبد بالله تعالى:

فالصبر على طاعة الله تعالى وعلى ابتلاءات الدنيا وعلى أذى الناس، كل ذلك يقوي إيمان العبد بربه، ويجعله أكثر ثقة به وتوكلاً عليه.

الصبر يزيد من رضا العبد بقضاء الله تعالى وقدره:

فالصابر يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، فيرضى بقضاء الله تعالى وقدره، ويسلم أمره إليه.

الصبر يمنح العبد السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة:

فالصابر لا يحزن على ما فاته ولا يقلق على ما أتاه، بل يعيش في سعادة وطمأنينة، لأنه يعلم أن الله تعالى معه، وأنه لن يضيعه أبداً.

كيف نتحلى بالصبر؟

هناك عدة طرق تساعدنا على التحلي بالصبر، ومن أهم هذه الطرق ما يلي:

الإيمان بالله تعالى:

فالإيمان بالله تعالى هو أساس الصبر، فإذا علم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الله تعالى هو الذي قدر له ذلك، فإن ذلك سيسهل عليه الصبر.

الدعاء إلى الله تعالى:

فاللجوء إلى الله تعالى والدعاء إليه بأن يمنحنا الصبر والسلوان، من أهم الطرق التي تساعدنا على التحلي بالصبر.

التأمل في عاقبة الصبر:

فالصبر يمنح العبد الأجر العظيم والثواب الجزيل، ويرفع منزلته عند الله تعالى، ويدخله الجنة بإذن الله تعالى، لذا فإن التفكير في عاقبة الصبر يساعدنا على التحلي به.

الفرق بين الصبر والجزع:

الصبر والجزع متضادان، فالصبر هو حبس النفس عن الجزع عند المصيبة، أما الجزع فهو عدم الصبر عند المصيبة.

الصابر يحتسب أجره عند الله تعالى، ويتيقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

الصابر لا يحزن على ما فاته ولا يقلق على ما أتاه، بل يعيش في سعادة وطمأنينة.

الصابر لا يتشاكي إلى الناس، ولا يظهر لهم ضعفه، بل يكتم حزنه في قلبه ويسأل الله تعالى الفرج.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن الصبر من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو فضيلة عظيمة لها آثارها الإيجابية على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة، لذا علينا أن نتحلى بالصبر في مواقف حياتنا المختلفة، وأن نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء بأن يمنحنا الصبر والسلوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *