المقدمة
اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت بكل شيء عليم. نحمدك على نعمك التي لا تُعد ولا تُحصى، وعلى رحمتك التي وسعت كل شيء. نستغفرك من ذنوبنا وخطايانا، ونستعين بك على أنفسنا وعلى الشيطان الرجيم.
خلق السماوات والأرض
خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، قال تعالى: “وَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ”. (سورة ق، الآية 38). خلق الله الأرض أولاً، ثم خلق السماوات، ثم خلق الكواكب والنجوم والشمس والقمر. خلق الله الأرض لتكون مسكناً للإنسان والحيوان، وخلق السماوات لتكون سقفاً للأرض.
خلق الأرض
خلق الله الأرض من تراب، قال تعالى: “إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ”. (سورة الحجر، الآية 26). صوَّر الله الأرض على هيئة كرة، وجعلها تدور حول الشمس. قسم الله الأرض إلى قارات وجزر، وجعل فيها الجبال والوديان والبحار والأنهار. خلق الله الأرض لتكون مسكناً للإنسان والحيوان، وجعل فيها كل ما يحتاجه الإنسان للعيش.
خلق السماوات
خلق الله السماوات من دخان، قال تعالى: “ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ”. (سورة فصلت، الآية 11). قسم الله السماوات إلى سبع طبقات، وجعل فيها الكواكب والنجوم والشمس والقمر. جعل الله السماوات سقفاً للأرض، وجعلها مصدراً للضوء والحرارة.
خلق الكواكب والنجوم والشمس والقمر
خلق الله الكواكب والنجوم والشمس والقمر لتكون آيات للناس، قال تعالى: “وَجَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ”. (سورة الحجر، الآية 16). خلق الله الشمس لتكون مصدراً للضوء والحرارة، وخلق القمر ليكون مصدراً للضوء في الليل. خلق الله الكواكب والنجوم لتكون زينة للسماء، ودليلاً للناس على عظمة الخالق.
نظام الكون
أحكم الله نظام الكون، وجعله يسير وفق قوانين محددة. قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”. (سورة الأنبياء، الآية 33). تدور الأرض حول الشمس مرة واحدة في السنة، وتدور حول نفسها مرة واحدة في اليوم. يدور القمر حول الأرض مرة واحدة في الشهر. يسير الكون وفق نظام محكم، يدل على عظمة الخالق وحكمته.
دورة الماء
خلق الله دورة الماء لتكون مصدراً للحياة على الأرض. قال تعالى: “وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ”. (سورة المؤمنون، الآية 18). تتبخر المياه من سطح الأرض، وتصعد إلى السماء. تتكاثف المياه في السماء وتشكل السحب. عندما تصبح السحب ثقيلة، تمطر المياه على الأرض. تتجمع المياه على الأرض وتشكل الأنهار والبحيرات والبحار.
دورة الكربون
خلق الله دورة الكربون لتكون مصدراً للحياة على الأرض. قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”. (سورة الأنعام، الآية 99). تمتص النباتات الكربون من الهواء، وتستخدمه لإنتاج الغذاء. تتنفس الحيوانات الكربون، وتطلقه إلى الهواء. تتكسر النباتات والحيوانات الميتة، ويتحرر الكربون منها إلى الهواء. يتحد الكربون مع الأكسجين في الهواء، ويشكل ثاني أكسيد الكربون.
دورة النيتروجين
خلق الله دورة النيتروجين لتكون مصدراً للحياة على الأرض. قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”. (سورة الأنعام، الآية 99). تمتص النباتات النيتروجين من التربة، وتستخدمه لإنتاج الغذاء. تتنفس الحيوانات النيتروجين، وتطلقه إلى الهواء. تتكسر النباتات والحيوانات الميتة، ويتحرر النيتروجين منها إلى التربة. تتحلل المواد العضوية في التربة، ويتحول النيتروجين إلى أمونيا. تتحول الأمونيا إلى نترات، وهي الشكل الذي يمكن للنباتات امتصاصه.
عظمة الخالق
يدل خلق السماوات والأرض ونظام الكون على عظمة الخالق وقدرته وحكمته. قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا