اللهم قل لامنيتي كن فتكون

اللَّهُمَّ قُلْ لِأَمَنِيَّتِي كُنْ فَتَكُونُ

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الدعاء، فالدعاء هو العبادة، وهو سلاح المؤمن، وهو سبب النجاة في الدنيا والآخرة.

وقد ورد في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء”. وهذا يعني أن الله تعالى يستجيب لدعاء عباده على حسب ظنهم به، فمن ظن بالله خيراً ظن الله به خيراً، ومن ظن بالله شراً ظن الله به شراً.

لذلك، يجب على المسلم أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يدعوه بكثرة، وأن يلح في دعائه، وأن لا ييأس من إجابة الله تعالى، فالله تعالى كريم مجيب الدعاء.

أولاً: فضل الدعاء:

1. الدعاء عبادة: روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء هو العبادة”.

2. الدعاء سبب النجاة: روى أحمد والترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليس شيء أشد تردداً بين السماء والأرض من الدعاء”.

3. الدعاء سبب تفريج الكرب: روى ابن ماجه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا استجابها الله له، إما أن يعجل له ما سأل، وإما أن يدخرها له في الآخرة”.

ثانياً: آداب الدعاء:

1. الإخلاص لله تعالى: يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى مخلصاً له، لا يشرك به أحداً.

2. حضور القلب: يجب على المسلم أن يحضر قلبه عند الدعاء، وأن لا يكون ساهياً أو لاهياً.

3. رفع اليدين: يستحب للمسلم أن يرفع يديه عند الدعاء، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: أوقات استجابة الدعاء:

1. الثلث الأخير من الليل: روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.

2. بين الأذان والإقامة: روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”.

3. يوم عرفة: روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”.

رابعاً: صيغ الدعاء:

1. أدعية مأثورة: وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية كثيرة، يستحب للمسلم أن يدعو بها، مثل: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار”.

2. أدعية جامعة: يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بأدعية جامعة، مثل: “اللهم رب العالمين، أسألك خير الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من شر الدنيا والآخرة”.

3. أدعية خاصة: يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بأدعية خاصة، تتعلق بأمور معينة، مثل: “اللهم ارزقني الزوجة الصالحة”، “اللهم ارزقني الوظيفة المناسبة”.

خامساً: شروط استجابة الدعاء:

1. الإيمان بالله تعالى: يجب على المسلم أن يؤمن بالله تعالى وبأسمائه وصفاته، وأن يعرف أن الله تعالى هو وحده القادر على تحقيق أمانيه.

2. التقوى: يجب على المسلم أن يتقي الله تعالى، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب، فالدعاء لا يستجاب للمعاصي.

3. الصبر: يجب على المسلم أن يصبر على الدعاء، وأن لا ييأس من إجابة الله تعالى، فالله تعالى قد يؤخر الإجابة لحكمة يعلمها، وقد يحرم العبد من الشيء لأنه خير له.

سادساً: أسباب عدم استجابة الدعاء:

1. الدعاء بمعصية: لا يستجاب الدعاء معصية، مثل أن يدعو المسلم بأن يرزقه الله مالاً حراماً.

2. الدعاء بقطيعة رحم: لا يستجاب الدعاء بالمقاطعة، مثل أن يدعو المسلم بأن يرزقه الله ولداً ذكراً.

3. الدعاء بضرر الآخرين: لا يستجاب الدعاء بضرر الآخرين، مثل أن يدعو المسلم بأن يصاب عدوه بمرض.

سابعاً: الخاتمة:

الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو سلاح المؤمن، وهو سبب النجاة في الدنيا والآخرة. يجب على المسلم أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يدعوه بكثرة، وأن يلح في دعائه، وأن لا ييأس من إجابة الله تعالى. فالله تعالى كريم مجيب الدعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *