اللهم لاسهل الا ماجعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا

المقدمة:

في رحلة الحياة، نواجه جميعًا تحديات وصعوبات قد تبدو لنا صعبة للغاية أو مستحيلة. ومع ذلك، فإن الإسلام يعلمنا أن الله تعالى هو وحده القادر على تسهيل الأمور علينا، وأنه هو الوحيد الذي يمكنه أن يحول الحزن إلى سهولة وسعادة. وهذا ما عبر عنه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في دعائه: “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً”.

1. تفويض الأمور إلى الله تعالى:

الخطوة الأولى لتسهيل الأمور علينا هي أن نلجأ إلى الله تعالى ونفوض إليه جميع شؤوننا، فالله تعالى هو وحده القادر على تغيير الظروف والأحوال، وهو وحده القادر على جعل الصعب سهلاً والحزن سهلاً.

فقبل أن نبدأ في البحث عن حلول لمشكلاتنا، علينا أن نلجأ إلى الله تعالى ونطلب منه العون والمساعدة، وأن نتوكل عليه وحده في تيسير أمورنا وتخفيف أحزاننا.

2. الإيمان بأن كل شيء بقضاء الله وقدره:

من الأمور المهمة التي تساعدنا على تسهيل أمورنا هي الإيمان بأن كل شيء يحدث في حياتنا هو بقضاء الله وقدره، وأن الله تعالى حكيم في كل ما يفعله، وأنه لا يريد بنا إلا الخير.

فإذا ابتلينا بحزن أو مصيبة، فعلينا أن نؤمن بأن الله تعالى ابتلانا بذلك لحكمة يعلمها هو وحده، وأن هذا الابتلاء هو فرصة لنا للاختبار والامتحان، وأن الله تعالى سينصرنا ويعوضنا عن صبرنا في النهاية.

3. الدعاء إلى الله تعالى:

الدعاء إلى الله تعالى هو من أهم الوسائل لتسهيل الأمور علينا وتخفيف أحزاننا، فالله تعالى يحب أن يدعوه عباده، وهو قريب منهم مجيب دعائهم.

فعندما نشعر بالحزن أو الضيق، علينا أن نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء، وأن نطلب منه أن يفرج عنا كربنا وييسر لنا أمورنا ويخفف عنا أحزاننا.

4. التوكل على الله تعالى:

التوكل على الله تعالى يعني أن نثق به وحده في تيسير أمورنا وتخفيف أحزاننا، وأن نعتمد عليه وحده في حل مشكلاتنا.

فإذا ابتلينا بحزن أو مصيبة، علينا أن نتوكل على الله تعالى وحده، وأن نثق بأنه وحده القادر على إخراجنا من هذه المحنة، وأن نترك له تدبير أمورنا، فإنه هو خير المدبرين.

5. الصبر على البلاء:

الصبر على البلاء هو من أهم الوسائل لتسهيل الأمور علينا وتخفيف أحزاننا، فالله تعالى يحب الصابرين، وهو يثيبهم على صبرهم أجرًا عظيمًا.

فإذا ابتلينا بحزن أو مصيبة، علينا أن نصبر على البلاء، وأن نحتسبه عند الله تعالى، وأن نتوكل عليه وحده في كشف الضر عنا وتيسير أمورنا.

6. الإحسان إلى الآخرين:

الإحسان إلى الآخرين من الأمور التي تساعدنا على تسهيل أمورنا وتخفيف أحزاننا، فالله تعالى يحب المحسنين، وهو يبارك في أعمالهم وييسر لهم أمورهم.

فعندما نقدم الخير للآخرين، فإن الله تعالى يقدم لنا الخير، وعندما نفرج عن كربهم، فإن الله تعالى يفرج عنا كربنا، وعندما نيسر لهم أمورهم، فإن الله تعالى ييسر لنا أمورنا.

7. حسن الظن بالله تعالى:

حسن الظن بالله تعالى هو من أهم الوسائل لتسهيل أمورنا وتخفيف أحزاننا، فالله تعالى يحب عباده الذين يحسنون الظن به، وهو لا يخيب أمل من حسن ظنه به.

فعندما نشعر بالحزن أو الضيق، علينا أن نحسن الظن بالله تعالى، وأن نتوكل عليه وحده في تيسير أمورنا وتخفيف أحزاننا، وأن نثق بأنه وحده القادر على إخراجنا من هذه المحنة.

الخاتمة:

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً. هذا الدعاء النبوي الشريف يعلمنا أن الله تعالى وحده القادر على تسهيل الأمور علينا وتخفيف أحزاننا، وأن علينا أن نتوجه إليه بالدعاء والتوكل عليه والصبر على البلاء والإحسان إلى الآخرين وحسن الظن به. فإذا فعلنا ذلك، فإن الله تعالى سيسهل أمورنا ويخفف عنا أحزاننا وينصرنا في النهاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *