اللَّهُمَّ لاَ تَبْتَلِينَا فِي أَوْلَادِنَا
المقدمة:
الأولاد هم زينة الحياة الدنيا وقرة أعين الوالدين، وهم مصدر السعادة والسرور، ولكن قد يتعرض هؤلاء الأبرياء لابتلاءات مختلفة في حياتهم، سواء كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية، وهذه الابتلاءات قد تكون قاسية للغاية وتسبب الكثير من الألم والمعاناة للوالدين والأولاد على حد سواء.
أسباب ابتلاء الأبناء:
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ابتلاء الأبناء، ومن أهمها:
الذنوب والمعاصي: قد تكون ابتلاءات الأبناء نتيجة لذنوب ومعاصي الوالدين، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30].
الاختبار: قد يبتلي الله عباده بالأمراض أو المصائب أو الابتلاءات الأخرى لاختبار صبرهم وتقواهم، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
التكفير عن الذنوب: قد تكون ابتلاءات الأبناء تكفيراً عن ذنوبهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” [البخاري].
أنواع ابتلاءات الأبناء:
تختلف أنواع ابتلاءات الأبناء وتتنوع، ومن أبرزها:
الابتلاءات الصحية: مثل الأمراض المزمنة أو الإعاقات الجسدية أو العقلية.
الابتلاءات النفسية: مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات السلوك.
الابتلاءات الاجتماعية: مثل الفقر واليتم والتفكك الأسري.
آثار ابتلاءات الأبناء على الوالدين:
تسبب ابتلاءات الأبناء الكثير من الألم والمعاناة للوالدين، ومن أبرز هذه الآثار:
الحزن والقلق: يشعر الوالدان بالحزن الشديد والقلق المستمر على أبنائهم المصابين.
الإرهاق الجسدي والنفسي: قد تتطلب رعاية الأبناء المصابين الكثير من الجهد والوقت، مما قد يؤدي إلى إرهاق الوالدين جسدياً ونفسياً.
الخوف من المستقبل: يخشى الوالدان على مستقبل أبنائهم المصابين، خاصة إذا كانت إصابتهم شديدة أو مزمنة.
طرق التعامل مع ابتلاءات الأبناء:
هناك العديد من الطرق التي يمكن للوالدين اتباعها للتعامل مع ابتلاءات أبنائهم، ومن أهمها:
التوكل على الله والصبر: يجب على الوالدين أن يتوكلا على الله ويصبرا على ابتلاءات أبنائهم، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].
الدعاء والابتهال: يجب على الوالدين أن يكثر من الدعاء والابتهال إلى الله أن يعافي أبنائهم ويرفع عنهم البلاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض” [ترمذي].
التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة: يجب على الوالدين أن يتقربا إلى الله بالأعمال الصالحة، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].
كيف تحمي نفسك وابنك من الابتلاءات:
هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لحماية نفسك وابنك من الابتلاءات ومنها:
التقرب إلى الله عز وجل: وذلك من خلال أداء الفرائض والسنن، والإكثار من الاستغفار.
المداومة على الدعاء: وذلك بأن ندعو الله تعالى أن يحفظنا من كل مكروه، وأن يجنبنا وذريتنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
بر الوالدين: وذلك بأن تحسن إلى والديك وتطيعهما، وتبرهما في حياتهما وبعد مماتهما.
صلة الرحم: وذلك بأن تصل رحمك وتزور أقاربك، وتسأل عنهم وتهتم بأمرهم.
الإحسان إلى الناس: وذلك بأن تحسن إلى الناس وتعاملهم معاملة حسنة، وتساعدهم في حاجاتهم.
الإكثار من الصدقات: وذلك بأن تتصدق على الفقراء والمحتاجين، وتخرج الزكاة الواجبة عليك.
الخاتمة:
ابتلاءات الأبناء هي من أصعب الأمور التي يمكن أن يواجهها الوالدان، ولكن يجب على الوالدين أن يتعاملوا مع هذه الابتلاءات بالصبر والتوكل على الله، وأن يدعوا الله أن يعافي أبناءهم ويرفع عنهم البلاء.