المقدمة:
اللهم لا تجعلني، هي دعوة يرددها المسلمون في مناسبات مختلفة، وهي تعبر عن اللجوء إلى الله تعالى والاعتصام به، والتضرع إليه أن يبعد عنهم ما يكرهون ويخشون، ويجنبهم السوء والشرور، ويحفظهم من كل مكروه.
أولاً: اللهم لا تجعلني من الذين ظلموا أنفسهم:
1. إن الظلم إلى النفس من أقبح أنواع الظلم، وهو أن يفعل الإنسان ما يضره في دينه ودنياه، كأن يسيء إلى بدنه أو عقله أو ماله أو سمعته.
2. ومن الظلم إلى النفس الكفر بالله تعالى، فهو أعظم الظلم على الإطلاق، لأنه يجعل الإنسان في ضلال مبين، ويحرمه من رحمة الله تعالى.
3. ومن الظلم إلى النفس أيضاً الفسوق والعصيان، فهو يفسد قلب الإنسان ويجعله قاسياً، ويحرمه من لذة الإيمان وحلاوة الطاعة.
ثانياً: اللهم لا تجعلني من الذين ضلوا عن سواء السبيل:
1. إن الضلال عن سواء السبيل هو أن ينحرف الإنسان عن الطريق المستقيم الذي رسمه الله تعالى لعباده، فيتبع أهواءه وشهواته، ويضل عن الحق والصواب.
2. ومن الضلال عن سواء السبيل اتباع البدع والمحدثات في الدين، فهي تخرج الإنسان عن الجادة وتجعله في ضلال مبين.
3. ومن الضلال عن سواء السبيل أيضاً اتباع الشهوات والملذات الدنيوية، فهي تلهي الإنسان عن ذكر الله تعالى وعبادته، وتجعله في غفلة عن الآخرة.
ثالثاً: اللهم لا تجعلني من الذين خسروا أعمالهم في الدنيا والآخرة:
1. إن خسارة الأعمال في الدنيا والآخرة هو أن يبطل ثوابها ويذهب سدى، وذلك بسبب عدم الإخلاص لله تعالى، أو بسبب ارتكاب المعاصي والذنوب.
2. ومن خسارة الأعمال في الدنيا والآخرة العمل للدنيا فقط، دون النظر إلى الآخرة، فهو عمل لا ينفع صاحبه في شيء، بل قد يضره في آخرته.
3. ومن خسارة الأعمال في الدنيا والآخرة أيضاً العمل بغير علم ولا بصيرة، فهو عمل لا يقبل عند الله تعالى، لأنه عمل غير مبني على أساس صحيح.
رابعاً: اللهم لا تجعلني من الذين قالوا سمعنا وعصينا:
1. إن قول “سمعنا وعصينا” هو من أقبح الأقوال وأشنعها، وهو دليل على الاستكبار والإعراض عن الحق، والرغبة في اتباع الهوى والشهوات.
2. ومن قال “سمعنا وعصينا” فهو كافر بالله تعالى، لأنه رفض أن يطيع أوامره وينتهي عن نواهيه، واختار أن يتبع أهواءه وشهواته.
3. ومن قال “سمعنا وعصينا” فهو مستحق للعقاب في الدنيا والآخرة، لأنه عصى الله تعالى ولم يطع أوامره، فاستحق غضبه وسخطه.
خامساً: اللهم لا تجعلني من الذين قالوا آمنا ولم يؤمنوا:
1. إن قول “آمنا ولم يؤمنوا” هو من أخطر الأقوال وأشدها فتنة، وهو دليل على النفاق والكذب والخداع.
2. ومن قال “آمنا ولم يؤمنوا” فهو منافق، لأنه أظهر الإيمان وأخفى الكفر، وهو كاذب لأنه ادعى ما ليس فيه، وهو مخادع لأنه يريد أن يخدع الله تعالى ورسوله والمؤمنين.
3. ومن قال “آمنا ولم يؤمنوا” فهو مستحق للعقاب في الدنيا والآخرة، لأنه كذب على الله تعالى ورسوله، ونفاق في دينه، وخدع المؤمنين.
سادساً: اللهم لا تجعلني من الذين قالوا ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا ونجنا من عذاب النار:
1. إن قول “ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا ونجنا من عذاب النار” هو من أجمل الأدعية وأعظمها، وهو دليل على الإيمان بالله تعالى والرجاء في رحمته ومغفرته.
2. ومن قال “ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا ونجنا من عذاب النار” فهو مؤمن بالله تعالى، لأن الإيمان هو التصديق الجازم بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
3. ومن قال “ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا ونجنا من عذاب النار” فهو راجٍ في رحمة الله تعالى ومغفرته، لأن رحمة الله تعالى واسعة وتشمل كل شيء.
سابعاً: اللهم لا تجعلني من الذين قالوا ربنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم:
1. إن قول “ربنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم” هو من أعظم الأدعية وأبلغها، وهو دليل على الاعتراف بالذنب والندم عليه والتوبة منه.
2. ومن قال “ربنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم” فهو معترف بالذنب، لأن الاعتراف بالذنب هو أول خطوات التوبة.
3. ومن قال “ربنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم” فهو نادم على الذنب، لأن الندم على الذنب هو من شروط التوبة.