اللهم لا تجعله اخر العهد من صيامنا صحة الحديث
مقدمة:
يُعد الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يمتنع فيها المسلم عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويُعتبر الصيام من العبادات العظيمة والشاقة في الوقت نفسه، والتي لها فضل كبير عند الله تعالى، وعند انتهاء شهر رمضان المبارك، يعبر المسلمون عن شكرهم لله تعالى على توفيقه لهم في أداء هذه العبادة العظيمة، ويدعون الله تعالى أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يتقبل منه، وأن لا يكون آخر العهد من صيامهم.
1. صحة الحديث:
ورد حديث “اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا” عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر من رمضان قال: “اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا، تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم”.
وهذا الحديث صحيح، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي في جامعه، وابن ماجه في سننه، وغيرهم.
2. معنى الحديث:
معنى الحديث أن المسلم يدعو الله تعالى أن لا يجعل رمضان الذي أتمه آخر عهد له من الصيام، أي أن يوفقه في صيام رمضان في السنوات القادمة، وأن يتقبله منه، وأن يتوب عليه.
3. فضل الدعاء:
الدعاء في هذا الحديث فضلٌ كبير، حيث يناجي المسلم ربه تعالى ويطلب منه أن يتقبل صيامه، وأن لا يجعله آخر العهد من صيامه، وأن يتوب عليه، وهذا يدل على عظم فضل الدعاء عند الله تعالى.
4. شروط الدعاء:
لكي يُستجاب الدعاء، يجب أن يكون العبد مخلصًا في دعائه، وأن يكون موقنًا بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، وأن يكون حريصًا على أداء العبادات والطاعات، وأن يجتنب كل ما يغضب الله تعالى.
5. آداب الدعاء:
من آداب الدعاء أن يكون المسلم مستقبلًا للقبلة، وأن يكون متوضئًا، وأن يرفع يديه إلى السماء، وأن يكون خاشعًا متضرعًا، وأن يلح في دعائه، وأن يختم دعاءه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
6. أوقات استجابة الدعاء:
هناك أوقات يُستحب فيها الدعاء، ومن هذه الأوقات:
الثلث الأخير من الليل.
بين الأذان والإقامة.
عند السجود في الصلاة.
عند هطول المطر.
عند رؤية الكعبة المشرفة.
7. فضل الدعاء في رمضان:
رمضان شهر استجابة الدعاء، ففيه تُفتح أبواب السماء وتُستجاب الدعوات، ولذلك ينبغي على المسلم أن يُكثر من الدعاء في هذا الشهر، وأن يتضرع إلى الله تعالى أن يتقبل صيامه، وأن لا يجعله آخر العهد من صيامه.
الخاتمة:
وفي ختام هذا المقال، يتضح أن حديث “اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا” حديث صحيح، وأن معناه أن المسلم يدعو الله تعالى أن لا يجعل رمضان الذي أتمه آخر عهد له من الصيام، وأن يتقبله منه، وأن يتوب عليه. كما أن هذا الحديث له فضل كبير، وأن الدعاء في رمضان يُستجاب فيه الدعوات، وأن هناك شروطًا وآدابًا للدعاء، وأن هناك أوقاتًا يُستحب فيها الدعاء.