اللهم لا مانع لما اعطيت

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لا مانع لما أعطيت:

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أسماء الله الحسنى “المانع”، فهو الذي يمنع عباده مما يكرهون ويصرف عنهم الشرور والآفات، وقد ورد في الحديث القدسي: “أنا الله لا إله إلا أنا، بيدي الخير وأنا على كل شيء قدير، أنا المدبر وأنا المانع”.

وعندما يدعو المؤمن ربه قائلاً: “اللهم لا مانع لما أعطيت”، فإنه يستشعر عظمة الله وقدرته المطلقة على إعطاء ما يشاء ومنع ما يشاء، ويؤمن أن الله إذا أعطى شيئًا فلا أحد يستطيع منعه عنه، وإذا منع شيئًا فلا أحد يستطيع إعطاءه إياه.

وإليكم بعض التفاصيل عن معنى اسم الله “المانع” ودعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت”:

1. معنى اسم الله “المانع”:

اسم الله “المانع” يعني الذي يمنع عباده مما يكرهون ويصرف عنهم الشرور والآفات، وهو المانع لما سواه من أن ينفع أو يضر.

قال تعالى: “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ” (هود: 6).

فالله هو الذي يمنع عباده من الجوع والعطش والمرض وغير ذلك من الشرور والآفات، وهو الذي يرزقهم ويحفظ عليهم أرواحهم وأموالهم.

2. فضل مناجاة الله بدعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت”:

مناجاة الله بدعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت” من أفضل الأدعية التي يمكن للمؤمن أن يدعو بها ربه، فهو دعاء جامع يطلب فيه المؤمن من ربه أن يمنحه ما فيه الخير له، وأن يصرف عنه كل شر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، أعطاه الله ما سأله”.

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد قال عند مسائه: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، إلا قال الله عزوجل: رضيت عبدي، وأعطيته ما سأل”.

3. متى يقال دعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت”:

يقال دعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت” في جميع الأوقات والأحوال، خاصة عند الرخاء والشدة، وعند وقوع المصائب والشدائد، وعند طلب الرزق والبركة، وعند الدعاء بالشفاء من الأمراض، وعند الدعاء بالنجاة من الأعداء، وعند الدعاء بالنصر والتمكين.

4. آثار دعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت”:

لدعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت” آثار عظيمة في حياة المؤمن، منها:

حصول المؤمن على ما فيه الخير له في الدنيا والآخرة.

صرف الله الشر والآفات عن المؤمن.

رضا الله عن المؤمن.

إجابة دعاء المؤمن.

5. شروط استجابة دعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت”:

لكي يستجيب الله لدعاء “اللهم لا مانع لما أعطيت” يجب على المؤمن أن يتحقق فيه الشروط التالية:

الإخلاص في الدعاء لله وحده.

اليقين بأن الله هو وحده الذي بيده العطاء والمنع.

حسن الظن بالله.

استحضار القلب عند الدعاء.

الدعاء بما فيه الخير للمؤمن في الدنيا والآخرة.

6. نماذج من الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى:

اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم.

اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك القلب السليم والسليم، واللسان الصادق الصدوق، والعمل الصالح المتقبل.

الخاتمة:

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم حسن التوفيق والسداد، وأن يمنحنا من فضله ورحمته، وأن يصرف عنا كل شر وبلاء، وأن يجعلنا من عباده الصالحين المتقين، إنه سميع مجيب الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *