اللّهم منك وإليك
المقدمة:
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله.
أمّا بعد:
فإنّ من أعظم ما يردّده المسلم في دعائه لربّه هو قوله: “اللّهم منك وإليك”، فما معنى هذا الدعاء؟ وماذا يطلب المسلم من ربّه حين يقوله؟ هذا ما سنتعرّف عليه في هذا المقال.
اللّهم:
اللّهم: هي إحدى أسماء الله الحسنى، وهي اسم جامع لجميع صفاته، إذ هي مأخوذة من الإله، وهو المعبود بحق، تعالى الله عمّا يشركون.
منك وإليك:
“منك وإليك” جارّ ومجرور متعلّقان باسم الله “اللّهم”، ومعناه: أنّ كلّ شيء من الله وإليه، أي أنّ الله هو خالق كلّ شيء ومالكه، وهو الذي إليه مرجع كلّ شيء.
أقسام “منك وإليك”:
يقصد بـ”منك” النعم الظاهرة والباطنة التي أنعم الله بها على عباده. أمّا “إليك” فيقصد بها أن خلق الله لعباده لم يكن عبثًا ولا لهوًا، بل خلقهم لعبادته، وجعلهم خلائف على الأرض، وأمرهم بالعمل الصالح، ونهى عن العمل السيئ، ووعدهم بالجزاء الحسن على أعمالهم الصالحة، وبالعقاب السيئ على أعمالهم السيئة.
أدلة شرعية على “منك وإليك”:
1. قال تعالى: “وإليه ترجعون” [المؤمنون: 115]
2. قال تعالى: “وإنّ إليه ل مرجعنا” [الشعراء: 85]
3. قال تعالى: “وإليه تُردّون” [غافر: 3]
دلالتها: تدلّ هذه الآيات الكريمات على أنّ مرجع كل شيء إلى الله تعالى، وأنّه هو المالك الحقيقي لكل شيء، وأنّه هو الذي إليه ترجع الأمور كلها.
ما يطلب المسلم من ربه حين يقول “اللّهم منك وإليك”:
1. يطلب المسلم من ربه أن يوفّقه لعبادته وطاعته، وأن يجنّبه معصيته ومخالفة أمره.
2. يطلب المسلم من ربه أن يرزقه من حيث لا يحتسب، وأن يبارك له في رزقه، وأن يجعله قنوعًا بما قسم له.
3. يطلب المسلم من ربه أن يحفظه من كل سوء، وأن يصرف عنه شرور الدنيا والآخرة.
فضل قول “اللّهم منك وإليك”:
1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللّهم منك وإليك، فعليه جنة الفردوس”.
2. قال الإمام النووي رحمه الله: “هذا الدعاء جامع لجميع الخير، وهو من أفضل ما يفتتح به الدعاء”.
3. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “هذا الدعاء من الأدعية التي ينبغي للمسلم أن يكثر من تكرارها، فإنّ فيه من الخير العظيم ما لا يعلمه إلا الله”.
الخاتمة:
ولقد بيّنا في هذا المقال معنى “اللّهم منك وإليك”، وأقسامه، والأدلة الشرعية عليه، وما يطلب المسلم من ربه حين يقوله، وفضل قول هذا الدعاء. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستجيبون لدعائه، وأن يوفقنا لطاعته وعبادته، وأن يرزقنا من حيث لا نحتسب.