المقدمة:
اللهم من أرادني و أهلي بسوء، هو دعاء يتضرع به الإنسان المسلم إلى الله تعالى ليحميه و يحمي أهله من أي شر أو أذى أو مكروه قد يصيبهم، و يطلب منه العون و الحماية والرعاية. و الله تعالى هو القادر على كل شيء و هو الحافظ و الرقيب و هو نعم المولى و نعم النصير.
أولاً: أسباب اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء:
– الخوف من الشر: عندما يشعر الإنسان بأن هناك من يريد إلحاق الضرر به أو بأهله، فإنه يلجأ إلى الله تعالى و يتضرع إليه أن يحميه و يبعد عنه وعن أهله كل شر.
– طلب العون و الحماية: في أوقات الشدة و الضيق، يلجأ الإنسان إلى الله تعالى و يطلب منه العون و الحماية و الرعاية حتى ينجيه من المحن و الابتلاءات التي قد تواجهه هو و أهله.
– التوكل على الله: الإنسان المسلم يتوكل على الله تعالى و يعتمد عليه في كل أموره، و يلجأ اليه بالدعاء ليحميه و يحفظة و يحفظ أهله من كل مكروه.
ثانيًا: شروط الدعاء المستجاب:
– الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى، و لا يكون لغيره.
– الحضور و الخشوع: يجب أن يكون الداعي حاضر القلب و خاشعًا لله تعالى أثناء الدعاء.
– الابتعاد عن المحرمات: يجب على الداعي أن يبتعد عن المحرمات و الذنوب، و أن يكون ملتزمًا بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
– المداومة على الدعاء: يجب على الداعي أن يداوم على الدعاء، و لا يمل ولا يكل من الدعاء.
ثالثًا: فضل الدعاء:
– استجابة الدعاء: من فضل الدعاء استجابته، و قد قال الله تعالى في كتابة الكريم {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
– رفع البلاء: الدعاء وسيلة لرفع البلاء و الكرب عن الإنسان و أهله، و قد قال النبي ﷺ: “الدعاء يرد القضاء و قد نزل”.
– قضاء الحاجات: الدعاء وسيلة لقضاء الحاجات و جلب الخير و النفع للإنسان و أهله، و قد قال النبي ﷺ: “الدعاء ينفع المكتوب و المقدر”.
رابعًا: آداب الدعاء:
– رفع اليدين: من آداب الدعاء رفع اليدين إلى السماء عند الدعاء، و قد قال النبي ﷺ: “إن الله حيي كريم يستحي أن يرد يد عبديه إذا رفعها إليه”.
– الاستقبال للقبلة: من آداب الدعاء استقبال القبلة عند الدعاء، و قد قال النبي ﷺ: “إذا دعوت فاستقبل القبلة”.
– الخشوع و الخضوع: من آداب الدعاء الخشوع و الخضوع لله تعالى أثناء الدعاء، و قد قال النبي ﷺ: “إذا دعا أحدكم فلا يسأل عاجلاً، فإنه لا يستجاب له حتى ييأس”.
خامسًا: أقوال الأنبياء و الصالحين في الدعاء:
– قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
– قال النبي ﷺ: “الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السموات والأرض”.
– قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “الدعاء سلاح المؤمن”.
– قال الحسن البصري رحمه الله: “الدعاء مفاتيح الرحمة”.
سادسًا: قصص عن الدعاء المستجاب:
– قصة سيدنا موسى عليه السلام: عندما أراد سيدنا موسى عليه السلام أن يخرج ببني إسرائيل من مصر، لجأ إلى الله تعالى بالدعاء، و استجاب الله لدعائه و نجاه ونجا بني إسرائيل من فرعون وجنوده.
– قصة سيدنا أيوب عليه السلام: عندما ابتلى سيدنا أيوب عليه السلام بالمرض الشديد، لجأ إلى الله تعالى بالدعاء، و استجاب الله لدعائه و شفاه الله وعوضه خيراً.
– قصة سيدنا يونس عليه السلام: عندما ابتلع سيدنا يونس عليه السلام الحوت، لجأ إلى الله تعالى بالدعاء، و استجاب الله لدعائه و نجاه من بطن الحوت.
الخاتمة:
اللهم من أرادني و أهلي بسوء، فإني أعوذ بك من شره و ضرره، وأسألك أن تحميني و تحمي أهلي من كل سوء و مكروه، وأن ترد كيده في نحره، وتجعله خاسئًا و مذلولًا. إنك أنت القادر على كل شيء و أنت نعم المولى و نعم النصير.