المقدمة
إن الله عز وجل هو الحافظ والناصر لعباده المؤمنين، وهو الذي يكفيهم شرور أعدائهم، ويرد كيدهم في نحورهم. وقد جعل الله تعالى لعباده دعاءً يردون به شر أعدائهم، وهو الدعاء: “اللهم من أراد بي سوءً فاجعل تدبيره في تدميره”. وهذا الدعاء ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم من أراد بي سوءً فاجعل تدبيره في تدميره، ومن كادني فكده، ومن أرادني بشر فرده علي في نحره، ومن أراد أهلي بضر فأصبه بنقمته، وتول أمري كله لا إله إلا أنت، فقد عصمه الله من شرهم”.
اللهم من أراد بي سوءً فاشغله بنفسه
إن الله تعالى هو الذي يعلم ما في قلوب الناس، وهو الذي يقدر على صرف شرهم عن عباده المؤمنين.
فإذا دعا العبد بهذا الدعاء، فإن الله تعالى يصرف عنه شر أعدائه، ويشغلهم بأنفسهم، ويجعلهم يلهون عن التدبير له بالسوء.
فإذا شغل الله تعالى العدو بنفسه، فإنه لن يكون قادراً على إيذاء العبد المؤمن، ولن يتمكن من تحقيق مراده السيئ.
اللهم من أراد بي سوءً فامنع عنه الأسباب
إن الله تعالى هو الذي يمنع الأسباب عن العباد، وهو الذي يحول بينهم وبين تحقيق مآربهم السيئة.
فإذا دعا العبد بهذا الدعاء، فإن الله تعالى يمنع عن عدوه الأسباب التي قد تساعده على إيذائه، ويحبط تدابيره السيئة.
فإذا منع الله تعالى الأسباب عن العدو، فإنه لن يتمكن من إيذاء العبد المؤمن، ولن يتمكن من تحقيق مراده السيئ.
اللهم من أراد بي سوءً فصرفه عني
إن الله تعالى هو الذي يصرف شر العباد عن بعضهم البعض، وهو الذي يرد كيدهم في نحورهم.
فإذا دعا العبد بهذا الدعاء، فإن الله تعالى يصرف عنه شر عدوه، ويرده عليه، ويجعله ينقلب عليه.
فإذا صرف الله تعالى شر العدو عن العبد المؤمن، فإن العدو لن يتمكن من إيذائه، ولن يتمكن من تحقيق مراده السيئ.
اللهم من أراد بي سوءً فرده عليه
إن الله تعالى هو الذي يرد كيد العباد في نحورهم، وهو الذي يجازي من أساء إليهم بأعظم مما أساء إليهم به.
فإذا دعا العبد بهذا الدعاء، فإن الله تعالى يرد كيد عدوه عليه، ويجعله ينقلب عليه، ويذيق العدو وبال أمره.
فإذا رد الله تعالى كيد العدو عليه، فإن العدو لن يتمكن من إيذاء العبد المؤمن، ولن يتمكن من تحقيق مراده السيئ.
اللهم من أراد بي سوءً فخذله
إن الله تعالى هو الذي يخذل العباد الذين يريدون السوء بعباده المؤمنين، وهو الذي ينتقم لهم من أعدائهم.
فإذا دعا العبد بهذا الدعاء، فإن الله تعالى يخذل عدوه، وينزع منه القوة والقدرة على إيذائه.
فإذا خذل الله تعالى العدو، فإنه لن يتمكن من إيذاء العبد المؤمن، ولن يتمكن من تحقيق مراده السيئ.
اللهم من أراد بي سوءً فسلبه عقله
إن الله تعالى هو الذي يسلب العقل من العباد الذين يريدون السوء بعباده المؤمنين، وهو الذي يجعلهم يهلكون أنفسهم بأيديهم.
فإذا دعا العبد بهذا الدعاء، فإن الله تعالى يسلب عقل عدوه، ويجعله يتصرف تصرفات حمقاء، تؤدي إلى هلاكه.
فإذا سلب الله تعالى عقل العدو، فإنه لن يتمكن من إيذاء العبد المؤمن، ولن يتمكن من تحقيق مراده السيئ.
اللهم من أراد بي سوءً فاقبض روحه
إن الله تعالى هو الذي يقبض أرواح العباد، وهو الذي يقدر أعمارهم.
فإذا دعا العبد بهذا الدعاء، فإن الله تعالى يقبض روح عدوه، ويمنعه من تحقيق مراده السيئ.
فإذا قبض الله تعالى روح العدو، فإن العدو لن يتمكن من إيذاء العبد المؤمن، ولن يتمكن من تحقيق مراده السيئ.
الخاتمة
إن دعاء “اللهم من أراد بي سوءً فاجعل تدبيره في تدميره” هو دعاء عظيم الشأن، وقد ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأدعية التي ينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء بها، فإنها دعاء مجرب في صرف شر الأعداء، ورد كيدهم في نحورهم.