الاستفتاح
“اللهم وفقني لما تحب وترضى” دعاء عظيم يُردد على ألسنة المسلمين في كل مكان، فهو طلب وتضرع إلى المولى عز وجل أن يوفقهم لما يحبه ويرضاه، وفي هذا المقال، سنتناول معاني هذا الدعاء ومفهومه وأهميته، بالإضافة إلى بعض السبل والطرق التي يمكن للمسلم من خلالها أن يتقرب إلى الله تعالى ويلتمس منه الهداية والتوفيق.
أولاً: معاني الدعاء ومفهومه
1. معنى الوفق: الوفق في اللغة هو الإصابة والحصول على المراد، أما في الاصطلاح الشرعي فهو حصول العبد على ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال.
2. ما تحب: ما يحبه الله هو كل ما أمر به وشرعه لعباده من عبادات وقول وأفعال وأخلاق، وكل ما يرضاه لهم من خير وسعادة في الدنيا والآخرة.
3. ما ترضى: ما يرضاه الله هو كل ما نهى عنه وحذر منه عباده من معاصي وذنوب، وكل ما يكرهه لهم من شر وشقاء في الدنيا والآخرة.
ثانيًا: أهمية الدعاء
1. تحقيق التقوى: التقوى هي الخوف من الله تعالى واجتناب معاصيه، والدعاء بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه هو أحد أهم الوسائل لتحقيق التقوى، فإن العبد عندما يطلب من الله أن يوفقه للخير، فإنه يحذر من الوقوع في المعاصي ويجتهد في طاعة الله تعالى.
2. نيل رضا الله تعالى: رضا الله تعالى هو غاية كل مسلم، والدعاء بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه هو أحد أهم الطرق لنيل هذا الرضا، فإن العبد عندما يسعى لما يحبه الله ويرضاه، فإنه يقترب من الله تعالى وينال رضاه ومحبته.
3. الفوز بالجنة: الجنة هي دار النعيم الأبدي التي أعدها الله تعالى لعباده المتقين، والدعاء بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه هو أحد أهم الوسائل للفوز بالجنة، فإن العبد عندما يتقرب إلى الله تعالى ويجتهد في طاعته، فإنه يزداد إيمانه ويقينه، ويتطهر قلبه وينقى من الذنوب، وهذا ما يجعله أهلاً لدخول الجنة.
ثالثًا: كيفية تحقيق التوفيق
1. الإخلاص لله تعالى: الإخلاص هو أن يفعل العبد كل شيء لله وحده، وأن يبتغي وجه الله تعالى في أقواله وأفعاله، وعندما يكون العبد مخلصًا لله تعالى، فإن الله يوفقه لما يحبه ويرضاه، ويبارك له في عمله وحياته.
2. اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم: النبي صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وأسوتنا، واتباع هديه وسنته هو أحد أهم الوسائل لتحقيق التوفيق، فإن العبد عندما يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يسير على الصراط المستقيم الذي يوصله إلى رضا الله تعالى.
3. الدعاء والتضرع إلى الله تعالى: الدعاء والتضرع إلى الله تعالى هو أحد أهم الوسائل لتحقيق التوفيق، فإن العبد عندما يدعو الله تعالى ويطلب منه الهداية والتوفيق، فإن الله يستجيب لدعائه ويكرمه بتوفيقه وتسديده.
رابعًا: ثمرات التوفيق
1. السعادة في الدنيا والآخرة: التوفيق من الله تعالى هو مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة، فإن العبد عندما يوفق لما يحبه الله ويرضاه، فإن حياته في الدنيا تكون مليئة بالخير والبركة والرضا، وعندما يموت، فإنه ينتقل إلى الجنة وينال النعيم الأبدي.
2. النصر والتمكين في الأرض: التوفيق من الله تعالى هو سبب النصر والتمكين في الأرض، فإن العباد عندما يتقربون إلى الله تعالى ويجتهدون في طاعته، فإن الله ينصرهم على أعدائهم ويمكّنهم في الأرض، ويجعلهم خير أمة أخرجت للناس.
3. محبة الله تعالى ومحبة الناس: التوفيق من الله تعالى هو سبب محبة الله تعالى للعبد ومحبة الناس له، فإن العبد عندما يكون متقربًا إلى الله تعالى وموفقًا لما يحبه ويرضاه، فإن الله يحبه ويحبه الناس، وينال القبول والاحترام من الجميع.
خامسًا: عوائق التوفيق
1. المعاصي والذنوب: المعاصي والذنوب هي أكبر عائق يحول بين العبد وبين التوفيق، فإن العبد عندما يرتكب المعاصي والذنوب، فإن قلبه يظلم ويبتعد عن الله تعالى، ويصبح غير مستحق لل