اللهم ياجامع الناس

المقدمة:

اللهم يا جامع الناس، أنت الذي تجمع الناس يوم القيامة للحساب والجزاء، وأنت الذي تجمع القلوب على محبتك وعبادتك، وأنت الذي تجمع الكلمة على الحق والعدل، وأنت الذي تجمع الأمة على الخير والصلاح، وأنت الذي تجمع العالم على السلام والأمن، وأنت الذي تجمع الكون كله في نظام واحد متناسق، وأنت الذي تجمع كل شيء في النهاية إلى زوال وفناء، يا جامع الناس يا من بيده ملكوت كل شيء، نسألك أن تجمع قلوبنا على محبتك وعبادتك، وأن تجمع كلمتنا على الحق والعدل، وأن تجمع أمتنا على الخير والصلاح، وأن تجمع العالم على السلام والأمن، وأن تجمع الكون كله في نظام واحد متناسق، وأن تجمع كل شيء في النهاية إلى خير الدنيا والآخرة.

1. الله جامع الناس يوم القيامة:

– يوم القيامة هو اليوم الذي يجمع فيه الله الناس جميعًا، من الأولين والآخرين، للحساب والجزاء، قال تعالى: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47]، وقال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ لِكِتَابٍ مُّسْطَرٍ} [الحاقة: 19].

– في هذا اليوم، تنكشف الأسرار وتظهر الأعمال، وتُوضع الموازين العادلة، ويُحاسب كل إنسان على ما عمل في الدنيا، قال تعالى: {وَوَضَعْنَا الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].

– يوم القيامة هو يوم الحساب والجزاء، يوم الفصل بين الحق والباطل، يوم العدل والإنصاف، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولا ينفع فيه إلا العمل الصالح، قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89].

2. الله جامع القلوب على محبته وعبادته:

– محبة الله تعالى وعبادته هي الغاية من خلق الإنسان، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].

– الله تعالى هو الذي يجمع القلوب على محبته وعبادته، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: 4].

– محبة الله تعالى وعبادته هي التي تجعل الإنسان سعيدًا في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

3. الله جامع الكلمة على الحق والعدل:

– الحق والعدل هما أساس كل مجتمع صالح، قال تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 105-106].

– الله تعالى هو الذي يجمع الكلمة على الحق والعدل، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

– جمع الكلمة على الحق والعدل هو الذي يحقق الوحدة والاستقرار والتنمية في المجتمع، قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].

4. الله جامع الأمة على الخير والصلاح:

– الأمة هي جماعة من الناس تجمعهم رابطة الدين أو العرق أو اللغة أو الجغرافيا أو المصالح المشتركة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103].

– الله تعالى هو الذي يجمع الأمة على الخير والصلاح، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *