اللهم يارب الناس، اذهب البأس
مقدمة
الدعاء من العبادات العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن، وهو من أعظم أسباب النجاة من البلاء والشدائد، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعاء في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن هذه الأدعية العظيمة دعاء اللهم يارب الناس، أذهب البأس.
مفهوم البأس
البأس في اللغة العربية يعني الشدة والضرر، وهو نقيض الراحة واللين، وقد ورد ذكر البأس في القرآن الكريم في كثير من الآيات الكريمة، منها قوله تعالى: {فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً وَقُولُواْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286].
أسباب البأس
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى وقوع البلاء والشدائد على العباد، ومن هذه الأسباب:
الذنوب والمعاصي: قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
الظلم: قال تعالى: {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الشعراء: 183].
الكفر بالله تعالى: قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].
أنواع البأس
تنقسم أنواع البأس إلى قسمين رئيسيين:
البأس الدنيوي: وهو ما يصيب الإنسان من شدائد ومصائب في الدنيا، مثل المرض والفقر والموت.
البأس الأخروي: وهو ما يصيب الإنسان بعد الموت من عذاب النار.
علاج البأس
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من الأدوية التي يمكن للإنسان أن يتداوى بها من البلاء والشدائد، ومن هذه الأدوية:
الدعاء: قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
الاستغفار: قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12].
الصدقة: قال تعالى: {إِنَّ الصَّدَقَاتِ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60].
صلة الرحم: قال تعالى: {وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلْتُم بِهِ وَالأَرْحَامَ} [النساء: 1].
الوقاية من البأس
يمكن للإنسان أن يقي نفسه من البلاء والشدائد باتباع الأمور التالية:
التقوى: قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
الإحسان إلى الوالدين: قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].
بر الوالدين: قال تعالى: {وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23-24].
خاتمة
الدعاء من أعظم أسباب النجاة من البلاء والشدائد، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعاء في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن هذه الأدعية العظيمة دعاء اللهم يارب الناس، أذهب البأس.