اللهم ياولي نعمتي وملاذي عند كربتي اجعل لي فرجا ومخرجا

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده نعمة الولاية، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة: 257]. والولي هو الذي يتولى أمر عبده وينصره ويعينه ويحفظه من كل سوء، قال تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ وَلِيًّا لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الشورى: 9].

ونحن في هذه الحياة الدنيا معرضون للكرب والشدائد والابتلاءات، وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء إليه في كل حال، قال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]. ومن أفضل الأدعية التي يدعو بها العبد ربه في وقت الكرب والشدائد، الدعاء الذي ورد في الحديث الشريف: “اللهم يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي، اجعل لي فرجا ومخرجا”.

فضل الدعاء بهذا الدعاء

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال: اللهم يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي، اجعل لي فرجا ومخرجا، استجاب الله دعاءه”.

وهذا الدعاء مستجاب بإذن الله تعالى، لأنه دعاء جامع، فيه طلب الولاية واللطف والفرج والمخرج من الكرب والشدائد، وفيه إقرار بنعمة الله تعالى وإحسانه على عباده.

شرح الدعاء

اللهم: هو اسم من أسماء الله الحسنى، وهو يدل على الذات الإلهية العلية، الجامعة لجميع صفات الكمال.

يا ولي نعمتي: يعني يا من توليت أمري وجعلت لي النعم الظاهرة والباطنة.

وملاذي عند كربتي: يعني يا من ألجأ إليك وأعتصم بك في وقت كربي وهمي.

اجعل لي فرجا: يعني اجعل لي مخرجًا من هذه الكربة وهذه الشدة التي أنا فيها.

ومخرجا: يعني اجعل لي خلاصًا من هذه الضائقة وهذه الحاجة.

ماذا نفعل عند الكرب والشدائد؟

الدعاء: هو أول ما يجب على العبد فعله عند الكرب والشدائد، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾ [الأنبياء: 98].

الصبر: هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [النحل: 127].

الثقة بالله تعالى: يجب على العبد أن يتوكل على الله تعالى في كل حال، وأن يثق بأنه لن يضيعه ولن يخذله، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].

كيف نستعين بالله تعالى على الكرب والشدائد؟

تذكر نعم الله علينا: من أعظم ما يعين العبد على الكرب والشدائد، تذكر نعم الله علينا، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة: 231].

التفكر في آيات الله تعالى: من أعظم ما يعين العبد على الكرب والشدائد، التفكر في آيات الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190].

قراءة القرآن الكريم: من أعظم ما يعين العبد على الكرب والشدائد، قراءة القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82].

الخاتمة

الدعاء إلى الله تعالى هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومن أعظم الأدعية التي يدعو بها العبد ربه في وقت الكرب والشدائد، الدعاء الذي ورد في الحديث الشريف: “اللهم يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي، اجعل لي فرجا ومخرجا”. وهذا الدعاء مستجاب بإذن الله تعالى، لأنه دعاء جامع، فيه طلب الولاية واللطف والفرج والمخرج من الكرب والشدائد، وفيه إقرار بنعمة الله تعالى وإحسانه على عباده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *