بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن الإنسان في هذه الدنيا معرض للابتلاءات والفتن، وقد يتعرض لتقلبات في قلبه وبصره، وقد يضل عن سواء السبيل، ولذلك فإننا نلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع، ونسأله أن يثبت قلوبنا وأبصارنا على الحق، ويهدينا إلى سواء السبيل. ومن أجمل الأدعية في هذا الصدد دعاء “اللهم يا مقلب القلوب والأبصار”.
1. معنى الدعاء
الدعاء هو التوجه إلى الله عز وجل بالطلب والابتهال، وهو من أفضل العبادات وأحبها إلى الله، ولهذا دعا إليه في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
ومعنى الدعاء “اللهم يا مقلب القلوب والأبصار” هو يا الله يا من تقلب القلوب والأبصار، أي يا من تغير أحوال القلوب والأبصار، وتهديها إلى الحق أو تضلها عنه، نسألك يا الله أن تقلب قلوبنا وأبصارنا إلى الحق، وأن تثبتها عليه، وأن تحفظنا من الضلال والفتن.
2. فضل الدعاء
الدعاء من أفضل العبادات وأحبها إلى الله، وقد ورد في فضله العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومن ذلك:
– قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البقرة: 186).
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مخ العبادة” (رواه الترمذي).
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها” (رواه الترمذي).
3. شروط الدعاء
لاستجابة الدعاء شروط عدة، من أهمها:
– الإخلاص لله تعالى، وعدم الشرك به.
– حضور القلب والخشوع.
– اليقين بالإجابة.
– الدعاء بما فيه الخير للفرد والمجتمع.
– عدم الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم.
– عدم التسرع في الدعاء، والصبر على إجابة الله تعالى.
4. آداب الدعاء
هناك آداب للدعاء ينبغي مراعاتها، من أهمها:
– استقبال القبلة.
– رفع اليدين.
– بدء الدعاء بالحمد والثناء على الله عز وجل.
– الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
– الدعاء بصوت خافت منخفض.
– الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى.
– الإلحاح في الدعاء والدعاء بصدق وتضرع.
– التكرار في الدعاء والمداومة عليه.
5. مواطن الإجابة
هناك مواطن وأوقات يستحب فيها الدعاء، ومنها:
– الثلث الأخير من الليل.
– بين الأذان والإقامة.
– بعد الصلاة.
– عند الاستيقاظ من النوم.
– عند السجود.
– عند رؤية الكعبة المشرفة.
– عند شرب ماء زمزم.
– عند الصيام والحج والعمرة.
6. أمثلة على الدعاء
هناك العديد من الأمثلة على الدعاءات التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن ذلك:
– قال الله تعالى في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة: 6).
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى” (رواه مسلم).
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اغفر لي وارحمني واشفني وعافني وارزقني” (رواه أبو داود).
7. خاتمة
الدعاء من أعظم العبادات وأفضلها، وهو من أهم الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، ويسأله فيها ما يريد من خير الدنيا والآخرة، فالدعاء عبادة عظيمة ينبغي على المسلم أن يحرص عليها في كل وقت وحين، وأن يستشعر معنى الدعاء وقيمته العظيمة، وأن يتضرع إلى الله عز وجل بكل خشوع وإخلاص، وأن يلح في دعائه ويداوم عليه، وأن يتيقن بأن الله عز وجل سيجيب دعاءه في الوقت المناسب له.